سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفاعات طفيفة في جلسة الجمعة، وسط تداولات هادئة، في وقت قيّم فيه المستثمرون تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى إشاراته لاحتمال خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وقال ترامب إن فرص التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي تقف عند "50-50"، مشيرًا إلى أن خفض الفائدة قد يكون وشيكًا، وذلك عقب لقائه برئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
كما تلقت الأسواق دعمًا من نتائج أعمال إيجابية للشركات خلال الربع الثاني، ما عزز من الزخم الصعودي في وول ستريت.
مؤشرات الأسهم:
داو جونز الصناعي ارتفع بـ 70.76 نقطة أو بنسبة 0.16%، ليصل إلى 44,764.67 نقطة، مقتربًا من أعلى مستوياته المسجلة في ديسمبر الماضي.
ستاندرد آند بورز 500 صعد بـ 10.70 نقطة أو 0.17%، مسجلاً 6,374.05 نقطة.
ناسداك المركب ارتفع بـ 1.87 نقطة فقط أو 0.01%، ليبلغ 21,059.83 نقطة.
وتُعزز هذه المكاسب التوقعات بتحقيق المؤشرات الثلاثة أداء أسبوعيًا قويًا، مدفوعًا بسلسلة من الاتفاقيات التجارية المحتملة مع دول مثل اليابان وإندونيسيا والفلبين.
تقلبات بين التفاؤل والضغوط
تزايدت التوقعات بأن الاتحاد الأوروبي بات قريبًا من توقيع اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، في وقت تسارعت فيه المفاوضات مع كوريا الجنوبية قبل المهلة النهائية في الأول من أغسطس، لتجنب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على بعض السلع.
وفي سياق متصل، قال بول أشوورث، كبير اقتصاديي أميركا الشمالية في "كابيتال إيكونوميكس"، إن تأثير الرسوم الجمركية على التضخم لا يزال محدودًا، لكنه أشار إلى أن أي ارتفاع طفيف في الأسعار قد يعيق خفض الفائدة.
أرباح الشركات تدعم السوق
أظهرت بيانات مجموعة "LSEG" أن نحو 79.8% من الشركات المدرجة على مؤشر S&P 500 – من أصل 168 شركة أعلنت نتائجها حتى يوم الجمعة – تفوقت على توقعات المحللين، ما أسهم في تعزيز الثقة.
ومع ذلك، لم تخلُ السوق من الخسائر، إذ:
تراجعت أسهم تسلا وجنرال موتورز بأكبر وتيرة أسبوعية منذ شهرين، بعد تحذيرات من تباطؤ في الطلب وتكاليف الرسوم.
خسر سهم "إنتل" 9% بعد توقعات بخسائر أكبر في الربع المقبل وخطة لخفض الوظائف.
في المقابل، قفز سهم "نيوماونت" 7.4% بعد إعلان أرباح تفوقت على تقديرات وول ستريت.
ارتفع سهم "سنتين" للتأمين الصحي 3% رغم تسجيل خسائر مفاجئة.
زاد سهم "باراماونت غلوبال" 2.1% بعد موافقة تنظيمية على اندماجها مع "سكاي دانس ميديا" بقيمة 8.4 مليار دولار.
الأنظار تتجه للفيدرالي
تتركز الأنظار على اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، وسط توقعات بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير لتقييم أثر الرسوم الجمركية على التضخم.
ويواجه الفيدرالي ضغوطًا متزايدة من البيت الأبيض، إذ واصل ترامب انتقاداته لرئيس البنك جيروم باول، ملمّحًا إلى إقالته، كما قام بزيارة نادرة إلى مقر الاحتياطي الفيدرالي، حيث انتقد تكلفة مشروع تجديد مبنى البنك التي بلغت 2.5 مليار دولار.
وبحسب أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME، فإن الأسواق ترجّح الآن احتمال خفض أسعار الفائدة بحلول سبتمبر بنسبة 61.8%.