أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان جلسة مشاورات مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، يوم الأربعاء في باريس، لبحث مجموعة من القضايا الإقليمية، أبرزها الاستعدادات لعقد مؤتمر دولي لحل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الذي تستضيفه الأمم المتحدة في نيويورك مطلع الأسبوع المقبل، برعاية مشتركة من المملكة وفرنسا.
ووفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية، أعرب الوزيران عن "تقديرهما العميق للعلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع البلدين"، مؤكدَين التزامهما المشترك بدفع جهود السلام في الشرق الأوسط وفقًا للشرعية الدولية.
مؤتمر نيويورك لحل الدولتين: تعهدات منتظرة
ناقش الوزيران التفاصيل المرتقبة لـ "مؤتمر نيويورك" بشأن حل الدولتين، وأكدا تطلعات بلديهما إلى أن يسفر المؤتمر عن "التزامات ملموسة" من شأنها تمكين إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل، مما يسهم في تعزيز الأمن الإقليمي بشكل مستدام.
غزة: دعم الوساطة ورفض عرقلة المساعدات
فيما يتعلق بالوضع الإنساني المتدهور في غزة، جدّد الطرفان دعمهما الكامل للجهود التي تبذلها كل من مصر وقطر والولايات المتحدة للوصول إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، والإفراج عن المحتجزين.
وشدد الوزيران على ضرورة أن تلتزم إسرائيل بعدم تعطيل وصول وتوزيع المساعدات الإنسانية داخل القطاع، بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية.
قلق مشترك بشأن التصعيد في سوريا
الملف السوري كان حاضرًا بقوة، حيث أعربت الرياض وباريس عن قلقهما البالغ من التصعيد الأخير في السويداء، داعيتين جميع الأطراف إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يوليو الجاري.
كما شدّد الجانبان على وجوب حماية المدنيين دون تمييز، مطالبين السلطات السورية وقادة السويداء بضرورة استئناف الحوار لتحقيق تسوية دائمة تضمن وحدة سوريا وسيادتها.
دعوة لتحقيق شفاف حول الانتهاكات بسوريا
طالبت الرياض وباريس بضرورة الكشف الكامل عن الانتهاكات التي ارتكبت بحق المدنيين، والعمل على تحديد المتورطين فيها وتقديمهم للمحاسبة، التزامًا بما ورد في "إعلان باريس بشأن سوريا" الصادر في فبراير الماضي.
ومن المقرر أن تستضيف باريس يوم الجمعة اجتماعًا بمشاركة مسؤولين من الحكومة السورية وممثلين عن الأكراد، بحضور المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا.
ملف لبنان: إصلاحات عاجلة ودعم لـ"اليونيفيل"
في الشأن اللبناني، شدّد الوزيران على ضرورة تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية المطلوبة لإنقاذ مؤسسات الدولة، وضمان سيادتها على كامل أراضيها.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي التزام بلاده، بالتنسيق مع واشنطن، بمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، مع الإشادة بدور قوات "اليونيفيل" في الحفاظ على استقرار الجنوب اللبناني.
الملف النووي الإيراني: دعوة لاستئناف التعاون
كما ناقش الوزيران تطورات الملف النووي الإيراني، وأكدا أهمية عودة طهران إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واستئناف المحادثات للتوصل إلى اتفاق يمكن التحقق منه، ويضمن الإشراف طويل الأمد على الأنشطة النووية الإيرانية ويحد من أي خطوات قد تهدد استقرار المنطقة.