سجّلت شركة LVMH، عملاق السلع الفاخرة الفرنسي، انخفاضًا في مبيعاتها خلال الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 4%، لتصل إلى 19.5 مليار يورو (نحو 22.95 مليار دولار)، متجاوزة بذلك التوقعات التي أشارت إلى تراجع بنسبة 3%، وفقًا لبيانات جمعتها شركة Visible Alpha ونقلتها UBS.
وكان التراجع الأبرز من نصيب قسم الأزياء والجلود، الذي يمثل المحرك الرئيسي لأرباح المجموعة، حيث انخفضت مبيعاته بنسبة 9%، مقارنة بتوقعات بانخفاض قدره 6%. يأتي ذلك وسط ترقب واسع في الأسواق لأي تقدم في المفاوضات التجارية بين أوروبا والولايات المتحدة، والتي قد تعيد بعض الزخم لهذا القطاع.
نقاط قوة استراتيجية لا تكفي لمواجهة التباطؤ
رغم التحديات، تستمر LVMH في الاعتماد على حجمها الضخم وانتشارها العالمي للحفاظ على هوامش أرباحها، مستفيدة من محفظتها الواسعة التي تضم أكثر من 70 علامة تجارية في مجالات الأزياء، الساعات، المجوهرات، المشروبات الفاخرة، والفنادق.
لكن ذلك لم يكن كافيًا لتجاوز إرهاق المستهلكين، الذي أصبح واضحًا بعد طفرة ما بعد الجائحة، حيث يسود فتور في الطلب العالمي على السلع الفاخرة.
نظرة مستقبلية حذرة لكن متفائلة
وفي اتصال مع المستثمرين، عبّرت المديرة المالية للمجموعة، سيسيل كابانيس، عن قدر من التفاؤل بشأن النصف الثاني من العام، مشيرة إلى إمكانية التوصل لاتفاق تجاري إيجابي بين الاتحاد الأوروبي وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وعن احتمال فرض رسوم جمركية موحدة بنسبة 15% على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، اعتبرت كابانيس أن هذه الخطوة قد تكون "مفيدة لراحة العملاء"، مشيرة إلى قدرة بعض علامات المجموعة على تعديل الأسعار بما يمتص تأثير الرسوم.
الصين... تحسن طفيف وسط أزمة عقارية خانقة
في السوق الصينية، أحد أبرز أسواق الشركة، تواصل LVMH مواجهة تحديات حادة بسبب أزمة العقارات التي أثّرت سلبًا على الإنفاق على الكماليات. ومع ذلك، أشارت كابانيس إلى ظهور بعض مؤشرات التحسن، وسلطت الضوء على النجاح الكبير الذي حققه متجر لويس فويتون الجديد المصمم على هيئة سفينة في شنغهاي، كدليل على استمرار جاذبية العلامة.
القطاع بأكمله في مفترق طرق
يرى محللون أن تباطؤ مبيعات السلع الفاخرة لا يعكس تحولًا هيكليًا بعد، بل هو ركود دوري ناتج عن عدة عوامل، أبرزها:
ضعف الاقتصاد الصيني
ارتفاع التضخم العالمي
التوترات التجارية المستمرة بين القوى الكبرى
ووفقًا لتقديرات شركة Bain الاستشارية، من المتوقع أن تتراجع مبيعات القطاع عالميًا بنسبة 2% إلى 5% هذا العام، بعد انخفاض بنسبة 1% في العام الماضي.
تجديد دماء العلامات.. هل يكفي؟
استجابة لتباطؤ المبيعات، أجرت LVMH تغييرات في فرق التصميم داخل علامات شهيرة مثل ديور، سيلين، جيفنشي، ولوي، في محاولة لإعادة إحياء اهتمام المستهلكين، إلا أن أثر هذه التعديلات سيستغرق وقتًا قبل أن ينعكس على نتائج الأعمال.