تباطؤ وتيرة خفض الفائدة عالمياً وسط تضخم وضغوط سياسية


الخميس 24 يوليو 2025 | 06:53 مساءً
أسعار الفائدة
أسعار الفائدة
محمد عاطف

تشهد السياسة النقدية حول العالم تحولات ملحوظة، إذ بدأت وتيرة خفض أسعار الفائدة تتباطأ مع اقتراب عدد من البنوك المركزية من نهاية دورة التيسير، بينما تدفع مستويات التضخم المرتفعة بنوكاً أخرى إلى التريث في قراراتها. في خلفية هذا المشهد الاقتصادي، تلعب السياسة – سواء كانت داخلية أو على الساحة الدولية – دوراً معقداً يؤثر في توجهات البنوك، خصوصاً في الولايات المتحدة، حيث لا تزال تصريحات الرئيس دونالد ترامب بشأن عزل رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، تثير الجدل.

وفيما يلي لمحة عن موقف أبرز عشرة بنوك مركزية في العالم:

سويسرا: انتهاء عهد الفائدة السلبية

تراجع الرهان على العودة إلى أسعار الفائدة السلبية في سويسرا، بعد أن حافظ البنك الوطني السويسري على سعر الفائدة المرجعي عند 0% في يونيو. ومع استقرار السوق، تشير التوقعات إلى احتمالية بنسبة 75% لعدم تغيير الفائدة في سبتمبر، وسط تكهنات بتدخل البنك لدعم تنافسية الفرنك.

كندا: التريث في ظل غموض اقتصادي

من المتوقع أن يبقي بنك كندا على أسعار الفائدة الحالية في ظل حالة من عدم اليقين الناتجة عن التوترات التجارية مع الولايات المتحدة. وعلى الرغم من انكماش الاقتصاد وارتفاع التضخم، ترجّح الأسواق بقاء الفائدة عند 2.75% في اجتماع يوليو، عقب سلسلة خفض بلغت 225 نقطة أساس خلال تسعة أشهر.

السويد: خفض جديد محتمل

خفض البنك المركزي السويدي سعر الفائدة الرئيسي إلى 2% في الشهر الماضي، وهو مستعد لمزيد من التيسير النقدي إذا استمر النمو في التباطؤ وبقي التضخم دون المستوى المطلوب. وتشير البيانات إلى تنفيذ 200 نقطة أساس من الخفض منذ مايو 2024.

نيوزيلندا: تثبيت مع استعداد للتحرك

رغم إبقاء بنك الاحتياطي النيوزيلندي على الفائدة دون تغيير، أكد استعداده لاتخاذ خطوات إضافية إذا واصلت الضغوط التضخمية التراجع. وقد خفض البنك الفائدة حتى الآن بمقدار 225 نقطة أساس خلال هذه الدورة.

منطقة اليورو: توقف مؤقت في الخفض

ثبت البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة عند 2%، بعد سلسلة من التخفيضات المتتالية خلال العام. ومع استقرار التضخم عند هدف 2%، يترقب صانعو القرار نتائج المحادثات التجارية بين بروكسل وواشنطن قبل اتخاذ خطوات إضافية.

الولايات المتحدة: الفيدرالي في مرمى السياسة

يتوقع أن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه المقبل، رغم دعوات ترامب المتكررة لخفض حاد. ومع ارتفاع التضخم إلى 2.7% في يونيو، تضاءلت فرص الخفض القريب، رغم استمرار الرهانات على خفض محتمل في سبتمبر.

بريطانيا: خفض متوقع رغم التضخم

على الرغم من الارتفاع المفاجئ في معدلات التضخم، تستعد الأسواق لاحتمال خفض بنك إنجلترا للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المرتقب في أغسطس. ومن المتوقع أن يشهد النصف الثاني من العام خفضين إضافيين.

أستراليا: التوقف لمراجعة الاتجاه

فاجأ بنك الاحتياطي الأسترالي الأسواق بإبقاء الفائدة عند 3.85%، مفضلاً الانتظار لتقييم استمرار انخفاض التضخم. وعلى الرغم من التباين في آراء أعضاء البنك، لا تزال التوقعات تشير إلى خفضين إضافيين هذا العام.

النرويج: خفض أول منذ سنوات

خفض البنك المركزي النرويجي الفائدة لأول مرة منذ 2020، بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.25%. ورغم هذه الخطوة، يظل البنك حذراً، خاصة مع بقاء التضخم الأساسي عند 3.1%. وتشير الأسواق إلى احتمال خفض واحد فقط إضافي هذا العام.

اليابان: استمرار سياسة التشديد

يبرز بنك اليابان كحالة فريدة، إذ يواصل السير في طريق رفع الفائدة. ومع التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، أعرب محافظ البنك عن تفاؤله بإمكانية تحقيق هدف التضخم البالغ 2%، مما يعزز فرص رفع إضافي للفائدة مستقبلاً.