قال وائل مكارم، محلل أسواق المال، إن التوصل إلى اتفاق تجاري شامل بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قبل المهلة المحددة في الأول من أغسطس يبدو غير مرجح، مشيرًا إلى أن الفجوة الكبيرة في الميزان التجاري بين الطرفين تقف عائقًا أمام التوصل لاتفاق سريع.
وأوضح مكارم في مداخلة مع قناة إكسترا نيوز، أن الاتحاد الأوروبي يمتلك فائضًا تجاريًا يقدر بنحو 150 مليار دولار لصالحه في علاقته مع الولايات المتحدة، ما يجعله أقل حماسًا للتنازل عن مميزاته الحالية، خاصة في قطاعات رئيسية مثل الأدوية (الفارما) وصناعة السيارات، التي تمثل حصة كبيرة من الصادرات الأوروبية.
وأضاف أن إدارة ترامب تتبنى نهجًا تفاوضيًا حادًا، وتسعى لتحقيق أفضل الشروط لصالحها، فيما ترفض الدول الأوروبية التخلي بسهولة عن ميزاتها التنافسية. ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي قد أعد حزمًا انتقامية من الرسوم الجمركية بقيمة تصل إلى 78 مليار دولار للرد على أي إجراءات أمريكية تصعيدية.
وعن إمكانية التوصل إلى "اتفاق جزئي"، اعتبر مكارم أن هذا السيناريو معقد أيضًا نظرًا لتنوع مصالح الدول الأوروبية المختلفة، لكنه يبقى ممكنًا في بعض القطاعات الأقل حساسية، بينما تظل القطاعات الكبرى محل صراع واضح بين الطرفين.
وبشأن التعامل الأمريكي مع الصين في ملف الرسوم الجمركية، أوضح مكارم أن الولايات المتحدة تعتمد بشكل أكبر على الصين من الاتحاد الأوروبي، خصوصًا في ما يتعلق بالمعادن النادرة المهمة للصناعات التكنولوجية، مما يدفع واشنطن لتبني نهج تأجيلي في فرض الرسوم على الصين، دون حلول نهائية واضحة حتى الآن.
وأشار إلى أن ترامب يستخدم الرسوم الجمركية كأداة ناجحة سياسيًا واقتصاديًا، حيث ساهمت هذه السياسة في تقليص العجز التجاري الأمريكي مؤخرًا، بدعم من ارتفاع أسواق الأسهم واستمرار مؤشرات الاقتصاد الكلي في الأداء الجيد، على الرغم من انكماش مؤقت في الربع الأول من العام.
واختتم مكارم بالإشارة إلى أن الأشهر المقبلة قد تشهد تصعيدًا جديدًا في ملف التجارة الدولية، لا سيما في ظل مساعي إدارة ترامب لإعادة التفاوض على شروط التجارة مع عدد من الشركاء الكبار مثل اليابان، الصين، كندا، والمكسيك، مشيرًا إلى أن التوصل لاتفاقات شاملة يظل أمرًا صعبًا في ظل النهج الأمريكي الحالي.