أبدى محللو "وول ستريت" تفاؤلًا متجددًا حيال أسهم شركات النفط والغاز، مدفوعين بتقييمات سوقية منخفضة، ودعم مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعاد الخطاب المتحمس لصناعة الطاقة التقليدية.
توصيات شراء مرتفعة رغم الأداء السلبي
وفقًا لبيانات جمعتها بلومبرغ، يعتبر قطاع الطاقة الأكثر توصية بالشراء بين القطاعات المدرجة ضمن مؤشر ستاندرد آند بورز 500، حيث توصي المؤسسات بشراء حوالي 75% من أسهمه، مقارنةً بنحو 50% في السوق الأوسع.
ويتوقع المحللون أن ترتفع أسهم شركات الطاقة بنسبة 16% خلال العام المقبل، وهي النسبة الأعلى بعد قطاع الرعاية الصحية، وتكاد تضاعف المتوسط العام للنمو المتوقع في المؤشر.
أسهم منخفضة التقييم ومضاعفات ربحية مغرية
رغم تراجع القطاع هذا العام، ما يزال يُنظر إليه على أنه الأرخص من حيث مضاعف السعر إلى الأرباح. ويدعم الرئيس ترامب هذه النظرة المتفائلة، مشجعًا الشركات على التوسع قائلاً: "احفروا، ثم احفروا".
المحلل ليو مارياني من "روث كابيتال بارتنرز" يرى أن تقييمات القطاع باتت جذابة، متوقعًا أن يسجّل الطاقة أعلى معدل نمو أرباح بين جميع القطاعات في عام 2026، بحسب "بلومبرغ إنتليجنس".
أسعار الخام والبيئة الجيوسياسية تلقي بظلال من الشك
رغم موجة التفاؤل، تبقى الشكوك قائمة لدى المستثمرين، خاصة مع انخفاض أسعار النفط الأميركي بنسبة 7% منذ بداية العام، متأثرةً بالحرب التجارية وسياسات إعادة الإمدادات من قبل "أوبك+".
كما أن القطاع يفتقر إلى الزخم، إذ تراجع أداؤه مقارنة بالسوق في أربعة من أصل خمسة فصول أخيرة.
مؤشرات سلبية في الأفق القريب
تتوقع "BMO Capital Markets" أن: تتراجع أرباح الشركات المنتجة للطاقة في أميركا بنسبة 30% فصليًا
تنخفض التدفقات النقدية بنحو 15% بسبب ضعف أسعار النفط
ويشير مارياني إلى أن شهية المستثمرين المؤسسيين تجاه القطاع لا تزال فاترة، مؤكدًا أن توقعاته السعرية تقل عن تقديرات محللين آخرين في وول ستريت.
التضخم والحوافز الرئاسية قد يعيدان الزخم
ورغم ذلك، يرى بعض المحللين أن هناك دوافع قد تحفّز عودة الاهتمام بأسهم الطاقة، أبرزها:
دورها التاريخي كأداة تحوط ضد التضخم، كما حدث في 2022
التغييرات المقترحة في السياسات الأميركية، مثل إلغاء دعم الطاقة المتجددة ومنح امتيازات للنفط والغاز
لكن حتى الآن، لم ينعكس هذا الدعم السياسي على تحرك واضح في الأسعار، وهو ما دفع مايكل كاسبر، كبير المحللين في "بلومبرغ إنتليجنس"، إلى القول: "قد يكون المستثمرون بانتظار خطوات ملموسة من إدارة ترامب تعزز الثقة في القطاع".