دير البلح تحت النار.. قصف مدمر من قوات الاحتلال يعمق المأساة الإنسانية في غزة


الاثنين 21 يوليو 2025 | 04:10 صباحاً
غزة
غزة
وكالات

في تصعيد غير مسبوق، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء عاجلة لسكان المناطق الجنوبية الغربية من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في خطوة تُعد الأولى من نوعها في هذه المنطقة التي كانت تعد نسبيا أقل تعرضا للهجمات خلال الحرب المستمرة.

أوامر الإخلاء جاءت على نحو مفاجئ، عبر منشورات ألقتها الطائرات الإسرائيلية ورسائل نصية مباشرة، دون أن يُمنح السكان أي وقت كافٍ للاستعداد أو ترتيب عملية المغادرة، مما أحدث حالة من الهلع والارتباك، خاصة بين الأسر التي تضم أطفالا وكبار سن ومرضى، في وقت يتواصل فيه القصف بلا توقف.

وبالتزامن مع أوامر الإخلاء، صعّد الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية وقصفه المدفعي على جنوب شرق دير البلح، مستهدفًا مناطق سكنية كانت حتى وقت قريب تعتبر ملاذا نسبيًا من الضربات.

وأسفر هذا القصف عن تدمير واسع لمنازل المواطنين، من بينها منازل تعود لعائلات فلسطينية معروفة مثل عائلتي الشهين والفليت، وأسفر عن سقوط شهداء، بينهم أطفال ونازحون لجأوا إلى خيام المواصي بحثًا عن الأمان.

واستهدفت الغارات مواقع لم تكن قد شهدت قصفًا مكثفًا من قبل، في تصعيد أثار القلق من نية إسرائيل توسيع نطاق عملياتها باتجاه دير البلح، خاصة في ظل مجازر مروعة شهدتها مناطق النزوح مثل المواصي، حيث قُتل مدنيون أثناء محاولتهم الاحتماء من القصف.

وتأتي هذه التطورات بينما تفرض القوات الإسرائيلية حصارًا خانقًا على مدينة خان يونس المجاورة، وسط مؤشرات على قرب بدء عملية برية واسعة في دير البلح.

في المقابل، تعاني المنظومة الصحية في غزة من انهيار شبه تام، ما يزيد من صعوبة إنقاذ المصابين أو التعامل مع الأعداد المتزايدة من الشهداء والجرحى، كما أعلنت وزارة الصحة في غزة.

ويرى مراقبون أن هذا التصعيد الإسرائيلي الممنهج، المرتبط بعمليات إخلاء عنيفة وغارات على مناطق كانت تُعتبر آمنة نسبيًا، قد يكون مرتبطًا بمسار المفاوضات غير المباشرة الجارية بشأن ملف الأسرى، ويهدف لممارسة ضغط إضافي على فصائل المقاومة.

وسط هذا المشهد الإنساني الكارثي، تغرق الأحياء الجنوبية من دير البلح في فوضى القصف والتهجير القسري، حيث لا يجد آلاف المدنيين المذعورين سوى الخيام المهترئة أو الطرقات المفتوحة ملاذًا، في ظل صمت دولي يُفاقم الشعور بالفقدان والعزلة.