الفريق أسامة ربيع: لا بديل لقناة السويس.. والتحديات لم توقف تطوير الخدمات الملاحية


الاحد 20 يوليو 2025 | 07:59 مساءً
الفريق أسامة ربيع - رئيس هيئة قناة السويس
الفريق أسامة ربيع - رئيس هيئة قناة السويس
محمد فهمي

أكد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، أن الهيئة، رغم التحديات الكبيرة التي مرت بها خلال العامين الماضيين، وعلى رأسها اضطرابات البحر الأحمر، استطاعت الحفاظ على أدائها وخدماتها المتميزة بل وتطويرها، مشيرًا إلى أن الهيئة فقدت نحو 62% من عائداتها الدولارية، إلا أنها لم تتوقف عن العمل أو التطوير.

وقال الفريق أسامة ربيع، خلال مداخلة مع الإعلامي سيد علي ببرنامج "حضرة المواطن"، عبر فضائية الحدث اليوم: "إحنا بصراحة ما سكتناش، وكنا شغالين، ولو مركب واحدة هتعدي، كنا بنقدم لها نفس الخدمات وبنفس الجودة. قدرتنا نقف قدام السنتين الصعبين دول، وبدأنا فعليًا نستعيد بعض أنواع السفن اللي ما كانتش بتمر قبل كده، زي سفن الحاويات العملاقة اللي فوق 130 ألف طن، وكمان سفن حملات السيارات اللي بتشيل لحد 7000 سيارة".

وأوضح أن إحدى السفن التي مرت مؤخرًا بالقناة كانت تحمل نحو 7000 سيارة، وبلغ وزنها الإجمالي حوالي 89 ألف طن، وقد بلغت رسوم عبورها نحو مليون دولار.

حوافز ملاحية لعودة السفن العملاقة

ولتشجيع عودة الخطوط الملاحية التي غيّرت مسارها خلال الأزمة، أوضح الفريق أن الهيئة بدأت في تقديم حوافز مهمة، من بينها تخفيض بنسبة 15% لسفن الحاويات العملاقة فوق 130 ألف طن اعتبارًا من 15 مايو الماضي.

وأضاف: "السفن دي كانت بتعدي من طريق رأس الرجاء الصالح، ودي سفن ضخمة ما كانتش بتمر عندنا خلال الأزمة. بس بعد قرار التخفيض، عبرت 11 سفينة عملاقة بالفعل، وده جزء من خطة لجذب المزيد من السفن اللي هتشوف بعينها إن القناة آمنة والخدمات ممتازة وهترجع تمر من عندنا".

لا بديل حقيقي لقناة السويس

وحول الحديث المتكرر عن مشاريع بديلة لقناة السويس، مثل خطوط نقل برية أو بحرية تمر عبر الهند أو الخليج نحو البحر المتوسط، قال الفريق بوضوح: "مفيش بديل لقناة السويس. فيه محاولات وطرق بديلة، لكن مش بديلة فعلية. إحنا دايمًا بنقول: خط سكة حديد لا يمكن ينافس سفينة بتشيل 24 أو 30 أو حتى 40 ألف حاوية".

وأكد أن الهيئة على دراية بكل هذه المشاريع، وغالبًا ما يتم التواصل معها من الأطراف المعنية لتكون شريكًا، لأن قناة السويس تحتفظ بأهميتها الإستراتيجية عالميًا.

ولفت إلى تقرير حديث صادر عن منصة Offshore Energy العالمية، ذكر أن المرور عبر طرق بديلة مثل رأس الرجاء الصالح أدى إلى: زيادة الانبعاثات الكربونية بنحو 33.3 مليون طن، استهلاك إضافي في الوقود بنحو 10 ملايين طن.

وأضاف أن هذه الأرقام تؤكد أن قناة السويس ما زالت تمثل أقصر وأكفأ الطرق وأكثرها استدامة من حيث استهلاك الوقود والانبعاثات.

خدمات لوجستية متكاملة للسفن العابرة

في إطار التطوير، أشار الفريق إلى أن الهيئة قدمت خلال الفترة الأخيرة أكثر من 10 خدمات جديدة للسفن المارة، تشمل: التزود بالوقود، رفع المخلفات، تبديل الأطقم، الصيانة والإصلاح، الخدمات الطبية والإسعاف.

وأوضح أن هذه الخدمات يتم تقديمها بالتعاون مع شركاء دوليين، مثل شركة "إنتربيوليوشن" اليونانية، والتي ساهمت في تقديم خدمة جمع المخلفات من السفن، واحتفلت القناة مؤخرًا بمرور السفينة رقم 1000 التي استفادت من هذه الخدمة.

وقال: "الخدمات دي هدفها إن السفن تلاقي كل اللي محتاجاه عندنا، بدل ما تروح موانئ تانية. ده جزء من مفهوم صناعة اللوجستيات اللي شغالين عليه بالتعاون مع الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس".

مشروعات مستمرة لضمان التنافسية

وفي ختام حديثه، شدد الفريق على أن القناة لا تكتفي بالصمود في وجه التحديات، بل تتبنى استراتيجية تطوير متواصلة، قائلاً: "إحنا مش بنقول فيه منافسين ونقعد ساكتين. لأ، إحنا بنشتغل ونتطور. عملنا قناة السويس الجديدة، وطوّرنا القطاع الجنوبي بالكامل، وقدمنا خدمات جديدة، وده كله علشان نحافظ على مكانة القناة ونجذب الخطوط الملاحية العالمية".

وأكد أن قناة السويس ستظل الممر الملاحي الأهم في العالم، ليس فقط من الناحية الجغرافية، بل بفضل التطوير المستمر والخدمات المتكاملة التي تقدمها للسفن.