محيي الدين: توسع «البريكس» لا يهدد الدولار مباشرة.. وما يضعف العملة الأمريكية هو السياسات الداخلية


الاحد 20 يوليو 2025 | 05:30 مساءً
الدكتور محمود محيي الدين
الدكتور محمود محيي الدين
محمد فهمي

قال الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية، إن توسع مجموعة "البريكس" مؤخرًا ليشمل دولًا مثل إندونيسيا وإيران، يعكس توجهًا عالميًا نحو تعزيز التعاون الإقليمي خارج الأطر التقليدية، وليس بالضرورة تشكيل تكتل في مواجهة الولايات المتحدة أو غيرها من القوى الاقتصادية الكبرى.

وأوضح محيي الدين في مداخلة مع قناة العربية بيزنيس، أن "البريكس" منذ نشأته كان فكرة طرحتها بنوك استثمار عالمية، قبل أن تتحول إلى تجمع فعلي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين، ثم انضمت إليهم جنوب أفريقيا، ولاحقًا عدد من الدول الأخرى في إطار توسعي خلال الـ18 شهرًا الماضية.

وأشار إلى أن مثل هذه التكتلات، ومنها "الأسيان" ومجموعة التعاون الخليجي، تهدف بالأساس إلى تعزيز التجارة البينية والتكامل الاقتصادي، وليس تهديد النظام المالي القائم. 

وأضاف: "الرئيس ترامب يرى في أي شكل من أشكال التعاون البديل تهديدًا مباشرًا لمصالح الولايات المتحدة على المدى القصير، لكن ذلك لا يعكس بالضرورة واقع هذه المبادرات".

وفيما يخص التساؤلات حول ما إذا كانت مشاريع مثل نظام الدفع الجديد داخل البريكس، المعروف بـ"بريكس باي"، تمثل تهديدًا للدولار الأمريكي، قال محيي الدين إن الدولار ما يزال يهيمن على أكثر من 90% من تسويات التجارة العالمية، وإنه من الضروري التفريق بين استخدام العملة كوسيلة تسوية وبين كونها عملة احتياطي.

وأكد أن ما يهدد الدولار بشكل حقيقي ليس البدائل الخارجية، بل السياسات الداخلية التي تقلل من الثقة في الإطار القانوني والمؤسسي الذي يدعم مكانته العالمية، خاصة في ظل استخدام الدولار كسلاح سياسي واقتصادي، كما حدث بعد العقوبات التي فُرضت على روسيا عقب ضمها لشبه جزيرة القرم.