وزير خارجية إيران: لم نكن نريد الحرب لكننا كنا مستعدين لها


السبت 19 يوليو 2025 | 05:13 مساءً
وزير الخارجية الإيراني
وزير الخارجية الإيراني
حسين أنسي

أكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده لم تكن تسعى نحو الحرب، لكنها كانت على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تهديدات تمس أمنها وسيادتها، مشددًا على أن إيران تفضل الحلول الدبلوماسية وتدعم استقرار المنطقة رغم التحديات المستمرة.

وأوضح الوزير في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية، أن بلاده تعاملت بحكمة مع التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة، محذرًا من أن أي اعتداء على إيران سيُواجه برد حاسم. وأضاف: "لسنا دعاة حرب، لكننا لم نغفل يومًا عن أهمية تعزيز قدراتنا الدفاعية لحماية أرضنا وشعبنا ومصالحنا في المنطقة".

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن موقف إيران يأتي في ظل تصاعد التوترات في منطقة الخليج والشرق الأوسط، حيث تشهد المنطقة العديد من الأزمات التي تهدد الاستقرار، مؤكدًا أن طهران تسعى للتعاون مع الدول الصديقة لمنع تصاعد النزاعات، مع ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

أكد وزير الخارجية الإيراني، أن بلاده لا تعوّل على أي وقف لإطلاق النار تعلنه إسرائيل، مشددًا على أن طهران على أهبة الاستعداد لمواجهة أي انتهاك قد يحدث في هذا الصدد، مع تأكيده أن إيران لم تكن ترغب في الحرب السابقة لكنها كانت مستعدة لها بالكامل، مشيرًا إلى أن الهجمات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية أثبتت فشل الخيار العسكري في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني.

وفي تصريحات نقلتها قناة "العالم" الإيرانية، أوضح عراقجي أن إيران لم تقتنع بعد بجدوى استئناف المفاوضات بشأن الملف النووي، وأن العودة إلى طاولة الحوار تتطلب رؤية "إرادة حقيقية" من الأطراف الأخرى للوصول إلى حل يحقق مصالح جميع الأطراف بشكل عادل ومتوازن.

وجدد وزير الخارجية الإيراني التأكيد على أن برنامج بلاده النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، لافتًا إلى أن طهران لا تمانع في مشاركة هذه الثقة مع المجتمع الدولي، ولكن ذلك مرهون بجدية المفاوضات والابتعاد عن سياسات التهديد والضغط.

وأضاف عراقجي أن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بعد عامين من المفاوضات بوساطة أوروبية عام 2015، وليست إيران، وهي التي غادرت طاولة المفاوضات في يونيو الماضي لتختار الحل العسكري بدلًا من الحلول الدبلوماسية، مؤكدًا أن طهران لا تتحمل مسؤولية تعثر المسار التفاوضي.

وأشار إلى أنه لا يمكن عقد جولة جديدة من المفاوضات النووية ما لم يظهر الطرف الآخر استعدادًا فعليًا للتوصل إلى اتفاق عادل، داعيًا الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) إلى التصرف بمسؤولية وتجنب سياسات الضغط والتهديد، بما في ذلك التهديد باستخدام آلية "العودة السريعة" للعقوبات، التي وصفها بأنها "غير قانونية وتفتقر إلى الأساس الأخلاقي والقانوني".

وكشف وزير الخارجية الإيراني عن عقده مؤتمرًا مرئيًا مشتركًا مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إضافة إلى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، حيث أكد خلاله على ضرورة التزام الأطراف الأخرى بالاتفاقيات السابقة، داعيًا إلى وقف السياسات التي تؤدي إلى تأزيم الأوضاع الإقليمية والدولية، والعودة إلى منطق الحوار البنّاء بدلاً من سياسة العقوبات والتصعيد.

وتأتي تصريحات عراقجي في ظل استمرار التوترات الإقليمية والدولية، ومع محاولات الأطراف الدولية إعادة إحياء المسار التفاوضي بشأن الملف النووي الإيراني، وسط تأكيد طهران تمسكها بحقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ورفضها أي محاولات لفرض حلول قسرية لا تراعي مصالحها الوطنية وسيادتها.