كشفت التحقيقات التقنية تفاصيل جديدة في حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية في الحادثة المروعة التي كانت هزت الرأي العام العالمي، حيث لقي خلالها 260 شخصًا مصرعهم إثر تحطم طائرة بوينج 787 دريملاينر تابعة للخطوط الجوية الهندية، بعد وقت قصير من إقلاعها من مدينة أحمد آباد في 12 يونيو الماضي.
حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية
وبينما تتواصل التحقيقات لكشف ملابسات الحادث، سلطت التقارير الأخيرة الضوء على الجانب الإنساني لقائد الطائرة، الكابتن سوميت سابهاروال (56 عامًا)، الذي قضى نحبه في الحادث بعد أن سجل أكثر من 8200 ساعة طيران خلال مسيرته.
الكابتن سوميت سابهاروال
قبل ساعات من الحادث، قال سابهاروال لحارس أمن مجمع سكني كان يقيم فيه والده المسن: "أرجوك، اعتنِ بأبي. سأعود قريبًا".
كلمات تكشف عن ارتباط عاطفي عميق بعائلته، خاصة بعد أن فقد والدته في عام 2022، وهي الحادثة التي أثّرت فيه نفسيًا، ودفعته للانفصال عن زوجته والانتقال من دلهي إلى مومباي ليكون قريبًا من والده بوشكاراج.
خطأ قاتل؟ مفاتيح الوقود في قلب التحقيق
وفقًا للتقرير الأولي، تُشير الأدلة إلى تحويل مفتاحي الوقود من وضع "التشغيل" إلى "القطع"، وهو ما أدى إلى توقف المحركات وفقدان الطائرة طاقتها بعد نحو 30 ثانية من الإقلاع، قبل أن تتحطم وتتحول إلى كرة نارية ضخمة، أودت بحياة 241 راكبًا و19 شخصًا على الأرض، فيما نجا شخص واحد فقط بأعجوبة.
تسجيلات الصندوق الأسود دعمت فرضية أن القائد هو من قطع تدفق الوقود، لكن بعض الزملاء يشككون في هذا التفسير، مستبعدين فكرة الخطأ المتعمد أو الإهمال.
قال زميله السابق نيل بايس لصحيفة التلغراف: "كان سوميت واحدًا من أفضل الطيارين، دائم الابتسامة، محترم، لا يرفع صوته أبدًا، ويضع السلامة فوق كل اعتبار".
أما الكابتن كابيل كوهال، صديقه المقرب، فوصفه بأنه "بطل يتمتع بروح كاريزمية"، مضيفًا أن مظهر الحزن الدائم في عينيه بعد وفاة والدته كان مؤشرًا على ألم داخلي عميق.
أزمة نفسية أم خطأ فني؟
يبقى السؤال مفتوحًا: هل تسبب الضغط النفسي الشخصي في لحظة ارتباك قاتلة داخل قمرة القيادة؟ أم أن هناك خللًا تقنيًا لم يُكتشف بعد؟ التحقيقات مستمرة، والنتائج النهائية قد تستغرق شهورًا قبل تحديد السبب الرسمي.