سأخدم إذا اتصل بي.. والر يبدي استعداده لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي حال طلب ترامب


الجمعة 18 يوليو 2025 | 10:44 مساءً
كريس والر
كريس والر
محمد شوشة

أعلن كريس والر، عضو مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، اليوم الجمعة، عن استعداده لتولي رئاسة البنك المركزي في حال طُلب منه ذلك من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا أنه لم يتلقَ أي تواصل رسمي حتى الآن.

رئاسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

قال والر في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرج": "في عام 2019، اتصل بي الرئيس وسألني: هل ستخدم؟ فقلت نعم"، في إشارة إلى تعيينه في مجلس المحافظين، مضيفًا: "إذا اتصل بي مجددًا وقال: أريدك أن تخدم، فسأفعل ذلك. لكنه لم يتصل بي حتى الآن".

وكان ترامب قد شنّ خلال ولايته هجومًا متكررًا على جيروم باول، الرئيس الحالي للاحتياطي الفيدرالي، بسبب امتناعه عن خفض أسعار الفائدة، وسط مخاوف الإدارة حينها من أن سياساتها التجارية قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم.

أعرب والر، الذي عُرف بتوجهاته الداعية إلى خفض الفائدة، عن دعمه لخفض أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل للبنك المركزي يومي 29 و30 يوليو، موضحًا أن الرسوم الجمركية لا يبدو أن لها تأثير كبير على التضخم، بينما تظهر مؤشرات على تباطؤ في سوق العمل بالقطاع الخاص.

ويرى والر أن البيانات الأساسية لا تشير إلى سوق عمل قوية رغم أن معدل البطالة لا يزال منخفضً، محذرًا من أن التباطؤ في التوظيف قد يتفاقم، مطالبًا البنك باتخاذ خطوات استباقية لمواجهة ذلك.

ورغم أن من المتوقع إبقاء سعر الفائدة دون تغيير ضمن النطاق الحالي (4.25%–4.50%)، إلا أن والر ونائبة رئيس البنك للإشراف ميشيل بومان –وهما من تعيينات ترامب– أعربا عن تأييدهما لخفض قريب.

وأبدى خبراء الاقتصاد تقديرهم لوضوح موقف والر، مشيرين إلى أنه يطرح حججه بعيدًا عن الدوافع السياسية التي عادة ما تتهم بها القرارات النقدية في مثل هذه الظروف.

وكتب نيل دوتا، رئيس قسم الاقتصاد في مؤسسة "رينيسانس ماكرو ريسيرش"، في تحليل اقتصادي، أن تعيين والر مكان باول سيكون الطريقة الأوضح لترامب لتعزيز نفوذه على البنك المركزي، مشيرًا إلى أن والر لا يشارك في الجدل السياسي حول تكاليف مقر البنك أو خفض التمويل الحكومي، بل يركز على تقييم دقيق للمخاطر الاقتصادية.

الأسماء المرشحة لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

إذا ما تولى والر رئاسة الاحتياطي الفيدرالي، فسيكون له تأثير مباشر وفوري على السياسة النقدية للولايات المتحدة، ومن بين الأسماء الأخرى المطروحة في دائرة ترشيحات ترامب المحتملة: وزير الخزانة سكوت بيسنت، والمستشار الاقتصادي السابق كيفن هاسيت، والحاكم السابق كيفن وارش، الذي كان من أبرز المنتقدين للبنك منذ مغادرته له في 2011، والذي صرح مؤخرًا بضرورة "تغيير النظام" داخل الاحتياطي الفيدرالي.

وفي السياق ذاته، قال بيسنت هذا الأسبوع إن هناك عملية رسمية جارية لاختيار خليفة لباول، الذي كان ترامب قد عيّنه رئيسًا للاحتياطي الفيدرالي عام 2018، قبل أن تتوتر العلاقة بينهما لاحقًا بسبب الخلاف حول سياسات الفائدة.

ويبدو أن ترامب مستعد لمحاولة إقالة باول، رغم عدم وضوح مشروعية هذه الخطوة قانونيًا، وبرزت في الفترة الأخيرة مخاوف متزايدة من أن تحركات ترامب قد تمسّ باستقلالية البنك المركزي، الذي يعد الحفاظ على حياده عنصرًا أساسيًا في إدارة الاقتصاد الأمريكي.

استقلالية البنوك المركزية

في هذا السياق، شددت مجموعة العشرين في ختام اجتماعها الأخير في ديربان بجنوب أفريقيا –بمشاركة ممثلين من وزارة الخزانة الأمريكية– على أهمية استقلالية البنوك المركزية، مشيرة في بيانها الختامي إلى أن استقلال البنك المركزي أمر بالغ الأهمية لتحقيق استقرار الأسعار.

من جانبه، أكد السيناتور الجمهوري مايك راوندز أن الأسواق بحاجة إلى أن تدرك أن الاحتياطي الفيدرالي مستقل، مضيفًا: "أعتقد أن ذلك سيصب في مصلحة الإدارة، ولدي علاقة جيدة بالرئيس، وسأستمر في ذلك، لكنني أيضًا أقدّر استقلال البنك".

وفي الوقت الذي يبدو فيه أن خفض أسعار الفائدة في سبتمبر بدلاً من يوليو لن يُحدث فرقًا كبيرًا على النتائج الاقتصادية –بحسب والر نفسه– إلا أن الجدل بات يتركّز حول ما إذا كانت السياسة النقدية للولايات المتحدة ستظل محصنة من التأثيرات السياسية، خاصة في ظل الانتخابات الرئاسية المقبلة.