بعد انتصارها في معركة قانونية مطولة ضد شركة "إكسون موبيل"، حصلت شركة شيفرون الأميركية على الضوء الأخضر للمضي قُدماً في صفقة استحواذها على شركة هيس بقيمة 53 مليار دولار، في خطوة استراتيجية ستمنحها موطئ قدم في واحد من أكبر الاكتشافات النفطية خلال العقود الأخيرة.
تُعد الصفقة حجر الزاوية في استراتيجية الرئيس التنفيذي لشيفرون، مايك ويرث، لتحسين أداء الشركة في ظل التحديات التي تواجهها، إذ تمنحها حصة مباشرة في حقل ستابروك العملاق قبالة سواحل غيانا، والذي يحتوي على أكثر من 11 مليار برميل من النفط، ويُصنف كأحد أسرع حقول النفط نمواً على مستوى العالم.
وعقب صدور الحكم، ارتفعت أسهم شيفرون بنسبة 3% في تداولات ما قبل السوق، بينما قفزت أسهم هيس بنحو 7%، في حين تراجعت أسهم إكسون بشكل طفيف.
نزاع قانوني معقد
وكانت إكسون موبيل وشريكتها شركة النفط الوطنية الصينية قد رفعتا دعاوى تحكيم زعمتا فيها امتلاكهما حق الشفعة لشراء حصة هيس، ما عطّل إتمام الصفقة لأكثر من عام. لكن لجنة التحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية حكمت لصالح شيفرون، منهيةً الجدل القانوني الذي أثار اهتماماً واسعاً في أوساط المستثمرين وصناعة النفط العالمية.
ورغم إعلان إكسون احترامها لقرار التحكيم، فإنها أعربت عن اختلافها مع تفسير المحكمة للاتفاق، مؤكدة أنها كانت تسعى لحماية القيمة التي حققتها في تطوير حقل غيانا، الذي لم يكن نجاحه مضموناً عند إطلاقه.
وبحسب خبراء تحدثوا لوكالة رويترز، فإن النزاع تمحور حول تفسير بضع كلمات في اتفاقية التشغيل المشتركة السرية بين الأطراف الثلاثة، ما يسلط الضوء على أهمية الصياغة الدقيقة في العقود النفطية الكبرى.
استعدادات شيفرون
على الرغم من حالة الترقب، كانت شيفرون تُعد العدة لإغلاق الصفقة بمجرد صدور الحكم، إذ خططت لإتمام الاستحواذ في غضون 48 ساعة، واستكمال إجراءات الدمج خلال 45 يوماً. وشهدت الفترة الماضية اجتماعات دورية بين فرق تكنولوجيا المعلومات من شيفرون وهيس، كما أُبلغ موظفو هيس بإمكانية التقدّم بطلبات للحصول على مكافآت نهاية الخدمة بعد إتمام الصفقة.
وتعليقاً على الحكم، قال الرئيس التنفيذي لإكسون، دارين وودز، في مقابلة مع شبكة CNBC، إن الخلاف لم يكن مع شيفرون بشكل مباشر، بل تعلق بتفسير العقود، مشيراً إلى أن الشركة تدرس حالياً تعديل صيغ الاتفاقات المستقبلية لتفادي تكرار مثل هذه النزاعات.
الجائزة الكبرى
تبرز هذه القضية أهمية حقل ستابروك، الذي يُعد بمثابة الجوهرة في تاج التحالف الذي تقوده إكسون، وقد أسهم في تحويل غيانا إلى أحد أسرع الاقتصادات نمواً في العالم. وبلغت أرباح شركة هيس من عملياتها في غيانا 3.1 مليار دولار في 2024، مقارنة بـ1.9 مليار دولار في 2023.
أما شيفرون، فقد سجلت أرباحاً معدلة بلغت 18.3 مليار دولار في 2024، بانخفاض عن 24.7 مليار في العام السابق، ما يعزز أهمية الصفقة في دعم مركزها المالي والنمو المستقبلي.