نفذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية وأمنية في محافظتي درعا والسويداء جنوب سوريا، في تصعيد مفاجئ يأتي بعد أيام من اضطرابات داخلية شهدتها المنطقة.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن الطائرات المعادية استهدفت مواقع للجيش السوري في محيط بلدة إزرع بريف درعا، إضافة إلى مواقع أمنية في أطراف مدينة السويداء، دون أن تذكر الحصيلة الدقيقة للخسائر البشرية حتى الآن، في حين تحدثت مصادر محلية عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف العسكريين والمدنيين.
من جهتها، ذكرت قناة "كان" الإسرائيلية أن الغارات جاءت بأوامر مباشرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، بزعم حماية الطائفة الدرزية في الجنوب السوري، ومنع اقتراب قوات النظام من الحدود الإسرائيلية. وأضافت القناة أن الطائرات الحربية استهدفت دبابات ومنصات إطلاق صواريخ سورية، كانت متمركزة على بعد أقل من 40 كيلومترًا من خط الفصل في الجولان المحتل.
المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن الغارات استهدفت مستودعات أسلحة ومواقع عسكرية تابعة للفرقة الخامسة، بالإضافة إلى مراكز أمنية يُعتقد أنها كانت تستخدم لمراقبة التحركات داخل السويداء وريف درعا، مشيرًا إلى أن الغارات أسفرت عن مقتل عدد من عناصر الجيش السوري وتدمير آليات عسكرية.
يأتي هذا الهجوم بعد أيام من موجة عنف داخلي غير مسبوقة شهدتها السويداء بين فصائل مسلحة محلية وقوات حكومية، وأسفرت عن مقتل أكثر من 160 شخصًا، ما دفع الجيش السوري إلى إعلان وقف إطلاق نار مؤقت في المحافظة، في محاولة لاحتواء الموقف.
وفي أول تعليق رسمي، أدانت وزارة الخارجية السورية ما وصفته بـ"العدوان الغادر"، محمّلة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التصعيد، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف الانتهاكات المتكررة للسيادة السورية.
كما اتهمت تل أبيب بمحاولة التدخل في الشأن الداخلي السوري، واستغلال الأوضاع الأمنية المتدهورة في الجنوب لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.
ويُعد هذا الهجوم واحدًا من أكبر الضربات الإسرائيلية في جنوب سوريا خلال السنوات الأخيرة، ويعكس تصاعداً في الانخراط العسكري الإسرائيلي في الملف السوري، لا سيما في المناطق القريبة من الجولان المحتل، وسط مخاوف من انزلاق الوضع إلى مواجهات أوسع.
وتواصل إسرائيل منذ سنوات تنفيذ ضربات جوية في العمق السوري، تستهدف فيها ما تقول إنها مواقع إيرانية أو لحزب الله، إلا أن استهداف الجيش السوري مباشرة في هذه العملية يشير إلى تغيير واضح في قواعد الاشتباك، تزامنًا مع تزايد الفوضى الأمنية والسياسية في سوريا.