رئيس الوزراء العراقي: وقفنا على الحياد في الصراع الإسرائيلي الإيراني وتجنبنا الانزلاق في أتون الحرب


الثلاثاء 15 يوليو 2025 | 02:06 صباحاً
محمد شياع السوداني رئيس وزراء العراق
محمد شياع السوداني رئيس وزراء العراق
وكالات

في حوار موسع مع صحيفة "الشرق الأوسط"، تناول رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أبرز الملفات الإقليمية والداخلية، في مرحلة بالغة التعقيد تشهدها المنطقة، مؤكداً أن العراق نجح في تحييد نفسه عن التصعيد الإسرائيلي الإيراني، وتمكن من تجنب الانزلاق في أتون الحروب التي تهدد المنطقة.

الملف الإقليمي وموقف العراق من التصعيد

أكد السوداني أن العراق جزء من الجغرافيا السياسية للمنطقة ولا يمكن أن يقف متفرجاً على ما يحدث، لكنه يضع مصلحة العراق أولاً ويرفض أن يكون ساحة لتصفية الحسابات. 

وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على إيران الذي اخترق الأجواء العراقية مثّل تحديًا لسيادة البلاد، دفع العراق إلى تقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن واستنكار العدوان.

قال السوداني: "كان موقفنا حازماً في رفض انتهاك السيادة، وتمكنا من توحيد الصف الوطني خلف موقف حكومي رافض للعدوان والنأي بالعراق عن الصراع".

وأكد أن العراق لم يتلق طلباً من إيران خلال تلك الأزمة، بل بادر من تلقاء نفسه إلى التحرك والقيام بدور وساطة لمنع اندلاع حرب شاملة، عبر التواصل مع أطراف إقليمية ودولية.

احتواء الفصائل والحفاظ على الاستقرار الداخلي

أوضح السوداني أن التعامل مع القوى المسلحة المتحالفة مع إيران داخل العراق تطلب جهداً سياسياً وأمنياً كبيراً. 

وأضاف: "تمكنا من احتواء الانفعالات وتحويلها إلى مواقف سياسية متزنة، بعيداً عن التصعيد الذي كان يمكن أن يهدد الدولة".

علاقات متوازنة مع واشنطن وطهران

وعن علاقة العراق بإيران، قال السوداني إنها علاقة شراكة استراتيجية قائمة على المصالح والاحترام المتبادل، مؤكداً أن "العراق لن يكون تابعاً لأي دولة، ولا يوجد أي تدخل خارجي في القرار العراقي".

وفي المقابل، أشار إلى وجود تشاور مستمر مع الولايات المتحدة، خصوصاً في ما يتعلق بخرق الأجواء العراقية. وأضاف: "نرحب بأي دور أمريكي يساهم في الاستقرار، ونؤيد المسار الدبلوماسي في حل النزاع مع إيران".

إدارة ملف السلاح ومكافحة الفساد

شدد رئيس الوزراء على أن حصر السلاح بيد الدولة يمثل أحد أركان بناء الدولة، وهو ما تعمل عليه حكومته بخطة معلنة ومدعومة من البرلمان والمرجعية الدينية.

كما أكد أن حكومته أوقفت الانهيار الذي سبّبه الفساد، وأنها استعادت حتى الآن أكثر من 500 مليون دولار من أموال مسروقة. وأضاف أن العراق تسلم عدداً من المطلوبين المتهمين بالفساد، بفضل علاقاته مع الدول الصديقة.

العلاقات الإقليمية والدولية

أشاد السوداني بعلاقات العراق مع تركيا، واصفًا إياها بأنها "استراتيجية قائمة على وعي جغرافي وتاريخي"، ومشيراً إلى مشروع "طريق التنمية" كأحد أبرز مجالات التعاون. أما العلاقة مع السعودية، فوصفها بأنها "في أفضل حالاتها" وتشهد تطابقًا في الرؤى وتعاوناً اقتصادياً متصاعدًا.

وعن العلاقة مع سوريا، أكد السوداني أنها طبيعية وتسير في مسارها الصحيح، مشيرًا إلى أن العراق طرح مبادرة لإقامة حوار وطني سوري ودعم إعادة الإعمار.

الانتخابات المقبلة وتحالفات السوداني

أعلن السوداني نيته خوض الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، ضمن تحالف واسع يضم قوى وطنية من مختلف المحافظات، مؤكداً أن مشروعه السياسي يهدف إلى تعزيز الدولة واستمرار الاستقرار.

وكشف عن محاولات لإقناع التيار الصدري بالمشاركة في الانتخابات، قائلاً: "نحترم قرارهم، لكننا كنا نأمل مشاركتهم لتحقيق التوازن السياسي".

أزمة إقليم كردستان

وفي ما يخص الأزمة المالية مع إقليم كردستان، نفى السوداني وجود أي نية لتجويع الإقليم، مشددًا على أن الأزمة قانونية وليست سياسية. وأكد أن بغداد ملتزمة بالدستور والقانون في ملف تمويل الإقليم، وأن الحوار مستمر لإيجاد حلول توافقية.

الحياة الشخصية

وفي ختام الحوار، تحدث السوداني عن اهتمامه بالطرب العراقي الأصيل، وقراءاته لدواوين الجواهري ومؤلفات الدكتور علي الوردي، مشيراً إلى أن عمله الحكومي يستحوذ على معظم وقته، لكنه يحنّ إلى ممارسة هوايته السابقة: كرة القدم.