كشفت شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية الناشئة "malanta.ai" عن ثغرة أمنية خطيرة تُهدد البنية التحتية الحيوية في إسرائيل، بعدما حددت آلاف الأجهزة غير المؤمنة في مؤسسات استراتيجية، ما يتيح إمكانية الوصول عن بُعد إلى الشبكات الداخلية لمئات الشركات والهيئات الحيوية بحسب تقرير لـ CNBC Arabia.
وفي تقرير فني نشرته الشركة، أوضحت أنها أجرت مسحًا شاملًا لعناوين IP داخل إسرائيل، لتكتشف ما يلي: 3,476 جهازًا في 98 مؤسسة مختلفة يمكن الدخول إليها باستخدام كلمات مرور افتراضية، نحو 600 جهاز يعمل بأنظمة قديمة غير محمية، مما يتيح اختراقها عبر الإنترنت العام دون عوائق تقنية.
وتشمل المؤسسات المتأثرة كيانات مالية كبرى، شركات تكنولوجيا، مزودي خدمات إنترنت، مؤسسات أكاديمية، وشركات طاقة، إضافة إلى جهات توصف بأنها ذات أهمية استراتيجية قصوى.
وصف خبراء أمن المعلومات هذه الثغرة بأنها "الكأس المقدسة" للقراصنة، إذ تمنحهم منفذًا للسيطرة على شبكة كاملة من الداخل، ما يضاعف من المخاطر الأمنية.
تحرك رسمي عاجل
وبحسب التقرير، فقد تم إبلاغ مديرية السايبر الوطنية الإسرائيلية فورًا، والتي بدأت بالتحرك العاجل لمعالجة الثغرة، خصوصًا في المؤسسات المصنفة على أنها "حرجة". وقالت دانا تورين، رئيسة فريق الاستجابة للطوارئ السيبرانية (CERT)، إن التعاون مع الشركات المتخصصة مثل "malanta.ai" ضروري لرصد الثغرات ومعالجتها قبل استغلالها.
تحذيرات من ثغرات إضافية
وتسلّط هذه الحادثة الضوء على هشاشة الأمن الرقمي في إسرائيل، وتثير تساؤلات حول احتمال وجود ثغرات إضافية لم تُكتشف بعد، لا سيما في سياق التصعيد السيبراني المتزايد بين إسرائيل وإيران، حيث استُهدفت مؤخرًا كاميرات مراقبة وأجهزة متصلة بالإنترنت.
ورغم الجهود المبذولة من الجهات الإسرائيلية المختصة لتعزيز حماية المؤسسات الحيوية، إلا أن هذا الكشف يعكس فجوات مقلقة في بنية الحماية الرقمية، ويعيد التأكيد على أهمية الاستثمار في البنية التحتية السيبرانية بشكل عاجل.