روسيا وكوريا الشمالية تواصلان الحوار الاستراتيجي.. وواشنطن تراقب بحذر


السبت 12 يوليو 2025 | 01:52 صباحاً
وزير خارجية روسيا
وزير خارجية روسيا
حسين أنسي

بدأ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف زيارة رسمية إلى كوريا الشمالية، أمس الجمعة، تستمر حتى 13 يوليو الجاري، حيث يعتزم عقد محادثات مع كبار المسؤولين في بيونغ يانغ ضمن إطار الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين البلدين على مستوى وزراء الخارجية، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية الروسية.

وتأتي هذه الزيارة في توقيت حساس للعلاقات بين موسكو وبيونج يانج، في ظل تقارير تشير إلى تصاعد مستوى التعاون الدفاعي بين البلدين، بما في ذلك استعداد كوريا الشمالية لإرسال مزيد من الجنود إلى روسيا لدعم عملياتها العسكرية في أوكرانيا، وفقاً لتقييمات استخباراتية غربية وأوكرانية اطّلعت عليها شبكة CNN.

وأفادت وكالات الأنباء الروسية بأن زيارة لافروف تستهدف تعزيز العلاقات الثنائية مع كوريا الشمالية، وسط توقعات بأن يلتقي الوزير الروسي مع نظيرته الكورية الشمالية تشوي سون هوي، والتي سبق أن زارت موسكو في نوفمبر 2024 خلال الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي. 

كما رجّحت تقارير إعلامية إمكانية عقد لقاء بين لافروف والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، في خطوة قد تدفع بالتعاون الثنائي إلى مستويات أوسع.

يأتي ذلك بينما تزداد التوترات بين موسكو وواشنطن، حيث وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات حادة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، متهماً إياه بعرقلة محادثات السلام، ومؤكداً التزام بلاده بتقديم مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا.

وفي الوقت نفسه، أشارت تقارير استخباراتية إلى أن كوريا الشمالية قد تُضاعف عدد قواتها المقاتلة إلى جانب روسيا، بإرسال ما بين 25 إلى 30 ألف جندي إضافي خلال الأشهر المقبلة، ما سيزيد عدد القوات الكورية الشمالية المشاركة في الحرب إلى نحو ثلاثة أضعاف، بعد أن كانت قد أرسلت في نوفمبر الماضي نحو 11 ألف جندي ساهموا في صد الهجمات الأوكرانية على منطقة كورسك الروسية. 

وبحسب المسؤولين، فإن هذه القوات الكورية تكبدت خسائر بشرية تقدر بنحو 4 آلاف قتيل ومصاب، إلا أن التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ شهد توسعاً كبيراً منذ ذلك الحين.

ومن المقرر أن يتوجه لافروف بعد ختام زيارته إلى كوريا الشمالية إلى الصين، للمشاركة في اجتماع “منظمة شنغهاي للتعاون” المقرر عقده بين 14 و15 يوليو، في إطار جهود موسكو لتعزيز تكتلاتها الدولية لمواجهة الضغوط الغربية.

ويرى مراقبون أن زيارة لافروف إلى كوريا الشمالية قد تسهم في تعزيز التحالف بين البلدين بشكل قد يعيد تشكيل ديناميكيات الحرب في أوكرانيا، كما قد يؤثر على توازنات الأمن الإقليمي في منطقة آسيا، في ظل المواقف المتشددة التي تبديها كوريا الشمالية تجاه الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.