افتتاح قبتي يحيى الشبيه وصفي الدين جوهر بعد الانتهاء من ترميمهما


الثلاثاء 08 يوليو 2025 | 09:40 مساءً
افتتاح مناطق اثرية بعد ترميمها
افتتاح مناطق اثرية بعد ترميمها
حسين أنسي

في خطوة جديدة نحو الحفاظ على التراث الإسلامي وإحياء المواقع التاريخية بالقاهرة، افتتح السيد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، قبتي يحيى الشبيه وصفي الدين جوهر بعد الانتهاء من مشروع ترميمهما، وذلك بحضور السفير البريطاني بالقاهرة جاريث بايلي وعدد من قيادات الوزارة والمجلس الأعلى للآثار وممثلي المجلس الثقافي البريطاني.

وخلال الافتتاح، الذي جرى بمشاركة الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار والأستاذ مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف، أوضح السيد الوزير أن الدولة المصرية ملتزمة التزامًا كاملًا بحماية التراث والتاريخ المصري، مع تحقيق التوازن بين الحفاظ على قيمة الآثار وتعظيم الاستفادة منها اقتصاديًا بما يعزز قطاع السياحة ويخدم المجتمعات المحلية المحيطة.

وأكد الوزير أن ما تحقق في مشروع ترميم القبتين يجسد بوضوح الحرص على حماية المواقع التراثية وإعادة إحيائها، مشيرًا إلى إدراج مشروع الترميم ضمن المنصة الإلكترونية للتدريب المقرر إطلاقها الأسبوع المقبل، ليصبح نموذجًا تدريبيًا يستفاد منه في مشروعات الترميم المستقبلية، فضلًا عن إدراج القبتين على خريطة المزارات الأثرية المتاحة للزيارة أمام المصريين والسياح ضمن سياسة الوزارة لزيادة المزارات المتاحة وتعزيز التنوع السياحي.

وأشار الوزير إلى أهمية التعاون البنّاء مع الجهات الدولية الداعمة، معربًا عن تقديره لدور المجلس الثقافي البريطاني ومبادرة «الأثر لنا» التابعة لمكتب مجاورة للعمران التي نفذت المشروع، بالتعاون مع صندوق حماية الثقافة البريطاني ضمن برنامج «إرث – للتراث والمناخ» الهادف إلى دمج الحفاظ على التراث مع مواجهة تغير المناخ، من خلال سلسلة تدخلات فنية ومجتمعية وتعليمية.

وخلال الجولة التفقدية داخل القبتين، استمع الوزير والحضور لشرح مفصل من الدكتورة مي الإبراشي، رئيس مجلس إدارة جمعية الفكر العمراني، حول مراحل الترميم والأهمية التاريخية والأثرية للقبتين، بالإضافة لمشاهدة فيلم وثائقي استعرض حالة القبتين قبل الترميم والمراحل المنفذة لاستعادتهما لرونقهما، إلى جانب جهود رفع الوعي الأثري للمجتمع المحلي وإشراكه في تطوير المنطقة.

وأشاد الوزير بمنتجات يدوية نفذها عدد من أهالي المنطقة المحيطة بقبة صفي الدين جوهر، مثمنًا جودتها كمنتجات مستلهمة من التراث المصري، ومؤكدًا أهمية دعم هذه المبادرات المجتمعية التي تعزز دمج المجتمعات المحلية في جهود الحفاظ على التراث وتدعم التنمية المستدامة للمناطق الأثرية والسياحية.

من جانبه، أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد أن مشروع الترميم جرى تحت إشراف كامل من المجلس الأعلى للآثار وفق أعلى المعايير العلمية الدولية، مشيرًا إلى توثيق العناصر المعمارية المكتشفة خلال المشروع علميًا بدقة استعدادًا لعرضها في معرض مستقل قريبًا.

كما أعرب السفير البريطاني بالقاهرة عن فخره بالمشاركة في هذا المشروع المهم الذي يأتي ضمن المبادرات البريطانية لدعم جهود حماية التراث، مؤكداً تقديره العميق لمصر وقاهرة التاريخ التي وصفها بـ «القلب النابض للحضارة الإسلامية».

جدير بالذكر أن مشروع الترميم شمل توثيقًا كاملاً للقبتين، وأعمال تدعيم إنشائي، ومعالجة الشروخ، وترميم العناصر الرخامية والخشبية والجصية، وخفض منسوب المياه الجوفية، إضافة إلى تركيب كاميرات مراقبة ولافتات إرشادية، وتنفيذ برامج توعية تربط بين التراث وتغير المناخ، واستغلال المياه المستخرجة في الزراعة الحضرية وتنظيف المناطق المحيطة.

وتعود قبة يحيى الشبيه إلى العصر الفاطمي عام 1191م، بينما تعود قبة صفي الدين جوهر إلى العصر المملوكي عام 1340م، وتتميزان بالقيمة المعمارية والفنية الفريدة، ما يعكس عمق وثراء الحضارة الإسلامية في مصر.

يأتي هذا الافتتاح ليؤكد التزام الدولة المصرية بحماية تراثها، وجعل هذه الكنوز التاريخية متاحة للأجيال الحالية والقادمة، وللزائرين من أنحاء العالم، كجزء من استراتيجية وزارة السياحة والآثار في الحفاظ على التراث وتعظيم دوره في دعم السياحة المستدامة والتنمية المحلية.

افتتاح مناطق اثرية بعد ترميمها
افتتاح مناطق اثرية بعد ترميمها