في خطوة مفاجئة، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الاثنين رفع اسم "جبهة النصرة" السورية من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وفق ما نقلته وكالة "رويترز"، لتنهي بذلك تصنيفًا استمر لأكثر من 12 عامًا منذ إدراجها على القائمة السوداء للإرهاب العالمي.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أدرجت "جبهة النصرة" ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في ديسمبر 2012، قبل أن يعلن قائد الجبهة أبو محمد الجولاني لاحقًا تغيير اسم التنظيم إلى "هيئة تحرير الشام"، في محاولة لفك الارتباط التنظيمي والشكلي مع تنظيم "القاعدة".
ويأتي هذا القرار بعد نحو سبعة أشهر من الهجوم الواسع الذي قادته "هيئة تحرير الشام" بقيادة الجولاني في ديسمبر الماضي، والذي أسفر عن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في تحول غير مسبوق للمشهد السوري، حيث شكل ذلك الهجوم نقطة فاصلة في مسار الأزمة السورية المستمرة منذ سنوات.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن خلال زيارة للمملكة العربية السعودية في مايو الماضي إسقاط العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا "بشكل مفاجئ"، مؤكدًا أن القرار جاء استجابة لطلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وذلك ضمن تغييرات شاملة للسياسة الأمريكية تجاه الملف السوري في ضوء المستجدات على الأرض.
ويرى مراقبون أن رفع "جبهة النصرة" من قوائم الإرهاب الأمريكية يعكس تغيرًا ملحوظًا في سياسة واشنطن تجاه الأطراف الفاعلة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، ويفتح المجال أمام مرحلة جديدة من الترتيبات السياسية والأمنية في المنطقة، وسط ترقب إقليمي ودولي لتداعيات هذا القرار على المشهد السوري.
ولم تصدر بعد تفاصيل إضافية من وزارة الخارجية الأمريكية بشأن أسباب القرار أو شروطه، بينما لم تعلق "هيئة تحرير الشام" بشكل رسمي حتى الآن، وسط توقعات بصدور بيانات خلال الساعات المقبلة توضح أبعاد هذه الخطوة على الصعيدين السياسي والعسكري في سوريا.