أكد الدكتور عبدالمسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس، أن موجة الأمطار المفاجئة التي شهدتها مناطق عدة بالقاهرة، وعلى رأسها مدينة نصر، ما هي إلا نتيجة مباشرة للتغيرات المناخية الحادة التي باتت تضرب البلاد، في ظاهرة غير معتادة خلال فصل الصيف المعروف تقليدياً بجفافه.
وأوضح سمعان، خلال لقائه مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج "الساعة 6" عبر فضائية "الحياة"، أن التقاء الهواء الساخن المحمل بالرطوبة مع منخفض جوي بارد قادم من الشمال، تسبب في تكوين سحب ركامية كثيفة أدت إلى هطول أمطار غزيرة مفاجئة، تبعتها حالة من الصفاء الجوي خلال دقائق، وهي سمة معروفة علمياً بالتطرف المناخي.
وأضاف أن العبارة التقليدية بأن "مناخ مصر حر جاف صيفاً دافئ ممطر شتاءً" لم تعد دقيقة، مشيراً إلى أن التغير المناخي لم يعد ظاهرة موسمية أو إقليمية، بل أصبح واقعاً عالمياً يطال معظم دول العالم، بما في ذلك مصر.
وفي سياق متصل، أشار الخبير البيئي إلى ظاهرة ارتفاع أمواج البحر المتوسط بصورة مرعبة خلال الأيام الماضية، مرجعاً ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة مياه البحر بواقع 2.3 درجة مئوية، وهي زيادة غير مسبوقة تهدد النظم البيئية البحرية والساحلية على حد سواء.
وحذر سمعان من تداعيات الاحتباس الحراري، الذي أدى إلى رفع متوسط حرارة الأرض بـ1.5 درجة مئوية منذ عام 1860، نتيجة تزايد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي ارتفعت نسبتها من 280 إلى 420 جزءاً في المليون بسبب النشاط الصناعي وقطع الغابات.
واختتم سمعان تحذيراته بالتأكيد على ضرورة رفع الوعي البيئي، وتبني استراتيجيات مستدامة على مستوى الأفراد والحكومات لمواجهة آثار التغير المناخي التي لم تعد بعيدة عن واقع حياتنا اليومية.