ناسا تكشف سر اختفاء المياه والحياة من المريخ وتحوّله إلى كوكب قاحل


الاحد 06 يوليو 2025 | 06:31 مساءً
ناسا تكشف سر اختفاء المياه والحياة من المريخ وتحوّله إلى كوكب قاحل
ناسا تكشف سر اختفاء المياه والحياة من المريخ وتحوّله إلى كوكب قاحل
وكالات

في إنجاز علمي جديد، توصلت وكالة الفضاء الأميركية ناسا إلى تفسير يُجيب على واحد من أكثر الألغاز إثارة في علم الفلك: لماذا تحوّل المريخ إلى كوكب قاحل بينما ازدهرت الحياة على الأرض؟

الكربونات.. المفتاح المفقود في لغز المريخ

بحسب دراسة نشرتها مجلة نيتشر، عثرت مركبة كيوريوسيتي التابعة لناسا على صخور غنية بمعادن الكربونات، التي تُشبه الحجر الجيري على الأرض. هذه الكربونات تعمل كإسفنجة طبيعية لامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وحبسه في الصخور، ما يُضعف الغلاف الجوي بمرور الوقت.

وبحسب إدوين كايت، عالم الكواكب في جامعة شيكاغو، فإن وجود الكربونات يعني أن المريخ فقد قدرته على الاحتفاظ بثاني أكسيد الكربون الذي كان يحافظ على دفئه، ما أدى إلى تراجع درجات الحرارة واختفاء المياه السائلة.

المريخ.. واحات مؤقتة وصحراء دائمة

أظهرت الأبحاث أن الأنهار والبحيرات على المريخ كانت موجودة فقط في فترات قصيرة متقطعة، تخللتها ملايين السنين من الجفاف القاسي. على عكس الأرض، حيث تعيد البراكين ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي وتحافظ على دورة مناخية مستقرة، كان النشاط البركاني في المريخ ضعيفاً جداً لدعم هذه الدورة.

ويقدّر العلماء أن الفترات الرطبة القصيرة كانت تعقبها ما يصل إلى 100 مليون سنة من التصحر الكامل، وهي مدة غير كافية لبقاء أي حياة ممكنة على السطح.

هل توجد حياة تحت سطح المريخ؟

رغم قسوة سطح الكوكب الأحمر اليوم، يرى كايت أن هناك احتمالًا بوجود جيوب من المياه السائلة في أعماق المريخ لم تُكتشف بعد، وقد تكون ملاذاً محتملاً لأشكال حياة دقيقة.

مركبة بيرسيفيرانس، التي هبطت عام 2021 في دلتا نهرية قديمة، كشفت أيضاً عن أدلة جديدة لوجود الكربونات في صخور بحيرة جافة، ما يدعم هذه الفرضيات.

السباق لإعادة عينات المريخ إلى الأرض

يعوّل العلماء على إعادة عينات صخرية من المريخ إلى الأرض لفحصها بدقة. وتشير التوقعات إلى أن الولايات المتحدة والصين تخططان لتنفيذ هذه المهمة خلال العقد المقبل، ما قد يفتح الباب لاكتشافات قد تغيّر نظرتنا للكواكب المشابهة للأرض.