130 مليون دولار من البنتاجون لدعم "قسد" والجيش السوري الحر


السبت 05 يوليو 2025 | 10:23 مساءً
البنتاجون
البنتاجون
حسين أنسي

في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحركات دبلوماسية ومحاولات لتقريب وجهات النظر بين واشنطن ودمشق، تواصل الولايات المتحدة تكريس حضورها العسكري والأمني في سوريا عبر دعم الشركاء المحليين في إطار جهود مكافحة تنظيم داعش. 

ويأتي ذلك من خلال تخصيص وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" جزءًا معتبرًا من موازنتها السنوية لدعم قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والفصائل المتحالفة معها، إلى جانب "الجيش السوري الحر"، ضمن استراتيجية أمريكية طويلة المدى للحفاظ على النفوذ الأمني في مناطق الشمال الشرقي السوري.

خصصت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" مبلغ 130 مليون دولار في مشروع ميزانية العام المالي 2026 لدعم قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والفصائل المرتبطة بها، إضافة إلى "الجيش السوري الحر"، وذلك في إطار جهود مكافحة تنظيم داعش في سوريا والعراق، ضمن برنامج "صندوق تدريب وتجهيز الشركاء في مكافحة الإرهاب" (CTEF).

وتشير بيانات الميزانية الجديدة إلى استمرار اعتماد الولايات المتحدة على "قسد" كشريك رئيسي ميداني لمواجهة التنظيمات الإرهابية، على الرغم من التقارب النسبي في العلاقات بين واشنطن ودمشق مؤخرًا، ومع تصاعد تقارير استخباراتية تحذر من محاولات داعش لإعادة تنظيم صفوفه في بعض المناطق السورية.

وشهد التمويل المرصود لهذا البرنامج انخفاضًا تدريجيًا خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث تراجع إجمالي المخصصات من 156 مليون دولار في السنة المالية 2024 إلى 147.9 مليون دولار في 2025، قبل أن ينخفض إلى 130 مليون دولار ضمن طلب الموازنة الجديدة للعام 2026، ما يعكس محاولة الإدارة الأميركية تحقيق توازن بين الالتزامات المالية وخططها الأمنية في المنطقة.

ويتصدر بند "الرواتب والحوافز المالية" المخصص للقوات المحلية الشريكة في سوريا النسبة الأكبر من التمويل، إذ سجل 71.8 مليون دولار في 2024، قبل أن يتراجع إلى 58.9 مليون دولار في 2025، ليعود ويرتفع إلى 65 مليون دولار في طلب موازنة 2026، وهو ما يعكس الحرص الأميركي على المحافظة على جاهزية القوات المحلية في مواجهة أي تهديدات أمنية محتملة.

في المقابل، شهد بند "التدريب والتجهيز" تقليصًا حادًا في التمويل، إذ انخفض بنسبة تجاوزت 50% من 35 مليون دولار في 2024 إلى 15.6 مليون دولار في 2025، مع استمرار المستوى ذاته في 2026، ما يعكس توجهًا لإعادة توزيع الموارد المالية نحو البنود التشغيلية المباشرة لضمان استمرارية العمليات الأمنية دون انقطاع.

ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، بالقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، خلال الأيام المقبلة، ضمن مسار التنسيق المستمر بين التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة و"قسد"، في ظل مواجهة التحديات الأمنية ومحاولات تنظيم داعش تنفيذ عمليات تهدد استقرار المناطق التي تسيطر عليها القوات المدعومة أمريكيًا.

تؤكد هذه الخطوة استمرار الحضور الأمريكي في الملف السوري عسكريًا وأمنيًا رغم المتغيرات الإقليمية، مع توظيف الدعم المالي لتعزيز الأذرع الميدانية التي تتولى مواجهة داعش، بالتوازي مع المباحثات الدبلوماسية والجهود السياسية الساعية لترتيب الأوضاع في سوريا في المرحلة المقبلة.