90 يومًا من الهدنة الجمركية تقترب من نهايتها وسط غموض الأسواق


الجمعة 04 يوليو 2025 | 05:52 مساءً
ترامب
ترامب
محمد شوشة

تقترب مهلة تجميد الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا من نهايتها دون وضوح في الرؤية، مع استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاتخاذ قرار حاسم الأسبوع المقبل؛ إما إبرام صفقات جديدة مع شركاء واشنطن التجاريين الرئيسيين أو فرض تعريفات باهظة جديدة، ما يترك المستثمرين حول العالم في حالة ترقب وحذر شديدين.

الهدنة الجمركية

أربك ترامب، على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، الأسواق العالمية بسلسلة من التهديدات بفرض رسوم جديدة ثم التراجع عنها، وهو ما أحدث حالة من الاضطراب وعدم اليقين، إلا أن المستثمرين باتوا أكثر اعتياداً على أسلوب صناعة القرارات المتقلبة هذا، وبدلًا من توقع حل جذري أو اتفاق نهائي، يتوقع معظم المراقبين تأجيلًا أو هدنة جديدة، مع بقاء التفاصيل رهن التخمينات.

وشهدت أسواق الأسهم العالمية تعافيًا ملحوظًا بعد موجة الخسائر التي أعقبت إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية في مطلع أبريل، فقد استعاد مؤشر MSCI العالمي عافيته ليرتفع أكثر من 11% منذ ما عُرف بـ«يوم التحرير»، بينما قفز مؤشر S&P 500 الأمريكي بنحو 10% في الفترة ذاتها.

وحدّ ضعف الدولار من مكاسب المستثمرين الأجانب، إذ بقي مؤشر ستاندرد آند بورز دون مستوياته القياسية عندما يُقاس باليورو أو الفرنك السويسري أو الجنيه الإسترليني.

الدولار الأمريكي

تراجعت العملة الأمريكية بشكل حاد، حيث سجل مؤشر الدولار أسوأ أداء نصف سنوي له منذ عام 1973 بانخفاض يقارب 11% منذ بداية العام، ونحو 6.6% منذ الثاني من أبريل وحده، وواصل الدولار خسائره أمام عملات كبار الشركاء التجاريين مثل اليورو والبيزو المكسيكي والدولار الكندي.

ورغم تعويض الأسهم الأوروبية لبعض خسائرها، إلا أن قوة اليورو والمخاوف المستمرة من فرض تعريفات جديدة أبقتها دون مستوياتها التاريخية، وتراقب بروكسل بحذر إمكانية التوصل لاتفاق يحدد رسوماً جمركية موحدة قد تكون بحدود 10%، وهو ما قد يُعدّ مقبولاً للأسواق مقارنةً بتهديدات التعريفات الأعلى التي قد تصل إلى 20% أو حتى 50%.

الذهب يتلألأ وسط العواصف

حافظ الذهب على مكانته كملاذ آمن، محققًا مكاسب تجاوزت 26% منذ بداية العام، مدعومًا بمشتريات الأفراد ومديري الصناديق والبنوك المركزية، ومع تسجيله مستويات قياسية متتالية، تفوق الذهب حتى على عملات رقمية مثل بيتكوين وبعض أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل إنفيديا.

ومع اقتراب الموعد النهائي للمحادثات التجارية، يبقى المستثمرون حول العالم في انتظار ما ستسفر عنه مفاوضات واشنطن، وسط رهانات متباينة بين هدنة جديدة أو عودة التصعيد الجمركي.