سجلت بورصة إنتركونتيننتال (ICE) مستوى قياسيًا جديدًا في حجم تداول العقود الآجلة وخيارات النفط خلال الربع الثاني من 2025، مع تسارع المستثمرين للتعامل مع موجات التذبذب الحادة التي شهدها السوق وسط الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب وتزايد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
العقود الآجلة وخيارات النفط
وفقًا لبيانات LSEG، شهدت أسعار خام برنت تقلبات ملحوظة، حيث تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ أربع سنوات عند 60.23 دولارًا للبرميل في 5 مايو، قبل أن ترتفع إلى 78.85 دولارًا في 19 يونيو، مسجلة أعلى مستوى لها منذ يناير.
وجاءت هذه التحركات وسط إعلان ترامب في أبريل عن رسوم جمركية واسعة على الواردات، وما أعقب ذلك من إجراءات انتقامية من الصين زادت من المخاوف بشأن تباطؤ النمو ودعمت موجات بيع قوية. كما ساهمت زيادة إنتاج أوبك+ في مايو في الضغط على الأسعار، بينما أعادت الحرب بين إسرائيل وإيران السوق إلى موجة صعود جديدة.
وبلغ إجمالي العقود المتداولة حتى نهاية يونيو نحو 219.3 مليون عقد ولوت، مقارنةً بـ 181.5 مليون عقد في الربع الأول، مسجلًا أعلى مستوى تاريخي، وتوزع هذا الحجم بين نحو 99.5 مليون لوت لعقود برنت الآجلة و20.3 مليون لوت للخيارات، إلى جانب أكثر من 30 مليون لوت لعقود خام غرب تكساس الوسيط ومشتقاته.
وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل في UBS، إن نشاط التحوط كان أحد العوامل الرئيسية خلف الأرقام القياسية، موضحًا: «عندما هبطت الأسعار قرب 60 دولارًا للبرميل، تحرك مستهلكو النفط مثل شركات الطيران للتحوط، بينما عند ارتفاع الأسعار منتصف يونيو، سارعت شركات الإنتاج للتحوط من صعود الأسعار».
وأشار إلى أن المستثمرين توزعوا بين من تمركزوا في مراكز قصيرة تحسبًا لمخاوف النمو، وآخرين اتجهوا لمراكز طويلة تحسبًا لمخاطر التضخم بفعل الرسوم الجمركية.