أكد الدكتور عمرو الشرقاوي، أستاذ الزلازل وديناميكية باطن الأرض بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيائية، أن ما يتم تداوله مؤخرًا بشأن ظواهر غريبة في البحر المتوسط وارتفاع مستوى الأمواج هو أمر طبيعي ومتوقع، ولا يدعو إلى القلق أو الخوف من كوارث جيولوجية مثل الزلازل أو التسونامي.
وأوضح الشرقاوي، في مداخلة مع قناة صدى البلد، أن مياه البحر المتوسط شهدت خلال الأربعين عامًا الماضية ارتفاعًا في درجات الحرارة بنحو 2.5 درجة مئوية في شرقه، و1.5 درجة في غربه، وهو ما أدى إلى زيادة معدلات البخر، وتمدد المياه، وارتفاع منسوب البحر، ما ينعكس على شكل موجات غير معتادة أحيانًا خاصة في فصل الصيف ومع نشاط الرياح.
وأشار إلى أن البحر المتوسط يُعد منطقة شبه مغلقة مقارنة بالمحيطات، مما يجعل تردد الموجات فيه منخفضًا (أقل من 1 هرتز)، ما يؤدي إلى تحركات مائية تبدو غير معتادة ولكنها علميًا ضمن النطاق الطبيعي لتأثيرات تغير المناخ.
وأضاف أن التحذيرات التي تصدرها بعض المحافظات الساحلية مثل الإسكندرية ومرسى مطروح بشأن اضطراب البحر وارتفاع الأمواج، ترتبط بمعدلات الرياح ودرجات الحرارة المرتفعة، خاصة في شهري يوليو وأغسطس، وهي فترات يُرصد فيها بالفعل اضطراب نسبي في الملاحة والصيد.
وبشأن المخاوف المنتشرة من مشاريع مثل "هارب" ودورها في التحكم في الطقس أو التسبب في زلازل، نفى الشرقاوي تمامًا ذلك، مؤكدًا أن المشروع هو بحثي بحت يهدف إلى دراسة الأيونات في الغلاف الجوي، ولا يملك أي قدرة على التسبب في كوارث طبيعية.
واختتم الشرقاوي حديثه بالتأكيد على ضرورة اتباع تعليمات الجهات المختصة، مثل وزارة الري وهيئة الأرصاد، مشيرًا إلى أن مصر تعمل بالتنسيق مع هيئات دولية تراقب النشاط الجيولوجي في المنطقة، وأنه في حال ظهور أي بوادر خطورة حقيقية، سيتم الإعلان عنها على الفور.