اليورو يقترب من تحقيق أعلى سلسلة مكاسب مقابل الدولار خلال 20 عامًا


الثلاثاء 01 يوليو 2025 | 04:53 مساءً
اليورو والدولار
اليورو والدولار
أحمد سيد

اقترب اليورو من تحقيق أطول سلسلة مكاسب أمام الدولار منذ أكثر من عقدين، في حين يراهن متداولو الخيارات على استمرار موجة الصعود. وارتفعت العملة الموحدة 0.4% إلى 1.1829 دولار يوم الثلاثاء، لتسجل أعلى مستوى لها منذ سبتمبر 2021، وبزيادة تقارب 14% منذ بداية العام.

اليورو يقترب من رقم قياسي تاريخي

الإغلاق عند هذا المستوى المرتفع سيمدد موجة الصعود لتصل إلى 9 أيام متتالية، ما يجعلها أطول سلسلة مكاسب منذ عام 2004، وهي سلسلة لم يتم تجاوزها سوى مرتين فقط منذ إطلاق العملة في عام 1999.

كثّف المستثمرون الذين يشترون ويبيعون عقود الخيارات رهاناتهم على ارتفاع سعر اليورو مقابل الدولار. وسجل ما يُعرف بـ "عكس المخاطر، ويُعد مقياساً يُراقب عن كثب معنويات السوق، ثالث أقوى موجة تفاؤل في السنة حتى الآن خلال الأسبوع الماضي.

تُظهر بيانات "ديبوزيتوري ترست آند كليرينغ كوربوريشن" (Depository Trust & Clearing Corporation) أن نحو خيارين من كل ثلاثة خيارات جرى تداولها خلال الأسبوع الماضي كانت تراهن على صعود اليورو.

يرى المحللون بشكل متزايد أن اليورو قد يتجه نحو 1.20 دولار في الأشهر المقبلة. ويتوقع استراتيجيون لدى "سوسيتيه جنرال" من بينهم كيت جاكس، أن تبلغ العملة الموحدة ذروتها عند حوالي 1.25 دولار على المدى المتوسط، حتى إذا لم يرتفع بنفس سرعة الين الياباني خلال نفس الفترة، وبعض العملات الآسيوية في النصف الثاني من العام.

اليورو الأقوى يدعم أوروبا مع صعود النفط

قال لويس دي جويندوس نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي اليوم الثلاثاء إن وصول اليورو إلى مستوى 1.20 دولار يُعد "مقبولاً"، لكن تحقيق المزيد من المكاسب قد يجعل مهمة صناع السياسات أكثر تعقيداً.

وبدوره، أوضح فين رام محلل الاقتصاد الكلي لدى"بلومبرغ" في دبي :"في حين أن الارتفاع الطفيف للعملة لا يثير قلقاً خاصاً لدى البنك المركزي الأوروبي، فإن المكاسب السريعة جداً تميل إلى تشديد الأوضاع المالية وقد تهدد بكبح النمو الاقتصادي".

ويرى نيكولاس وول، رئيس استراتيجية العملات العالمية لدى "جيه بي مورغان أسيت مانجمنت"، أن البنك المركزي الأوروبي يتخذ القرار الصائب عندما يقبل أن يجتذب اليورو مزيداً من الطلب كعملة احتياطية. وقال: "اليورو الأقوى مفيد لأوروبا جزئياً في ظل ارتفاع أسعار النفط".

استندت موجة صعود اليورو إلى الهبوط المستمر للدولار، مع اكتساب زخم إضافي في الأسابيع الماضية نتيجة ضعف البيانات الاقتصادية الأميركية وتزايد القناعة بأن الاحتياطي الفيدرالي يستعد لتيسير السياسة النقدية بوتيرة أسرع من البنك المركزي الأوروبي.

يتجه التركيز أيضاً نحو البيانات الأميركية المرتقب صدورها هذا الأسبوع، والتي تتضمن مؤشر التصنيع الصادر عن معهد إدارة التوريد وعدد الوظائف الشاغرة، وإحصاءات التوظيف في القطاعات غير الزراعية.

تسعير خفض كبير للفائدة الأميركية مقارنة بأوروبا

تقوم أسواق النقد التي يتم فيها تداول الأدوات المالية قصيرة الأجل بتسعير خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي بنحو 125 نقطة أساس خلال الاجتماعات التسعة المقبلة، مقارنةً بخفض يقتصر على حوالي 25 نقطة أساس فقط من البنك المركزي الأوروبي.

لم تمنح أحدث بيانات التضخم في منطقة اليورو البنك المركزي الأوروبي أسباباً تُذكر لتغيير موقفه. فقد ارتفعت أسعار المستهلكين في فرنسا وإسبانيا، لكنها بقيت مستقرة في إيطاليا وتراجعت بشكل غير متوقع في ألمانيا، مما عزز قناعة البنك بأن التضخم سيتجه تدريجياً وبشكل مستدام نحو هدفه البالغ 2%.

مع ذلك، فإن قدراً كبيراً من قوة اليورو في الآونة الأخيرة يرتبط بالولايات المتحدة أكثر من أوروبا. وبحسب استراتيجيين لدى مصرف "دانسكي بنك" بقيادة ينس نيرفيغ بيدرسن، فقد عاد تراجع الدولار لأسباب هيكلية للواجهة مع انحسار المخاطر الجيوسياسية وتجدد التركيز على الاقتصاد والبيئة السياسية في الولايات المتحدة.

قال: "نرى أسبابًا عديدة لبيع الدولار على المكشوف حاليًا، بما في ذلك احتمال تعيين رئيس جديد للاحتياطي الفيدرالي في وقت أكبر من المتوقع، ومشروع مشروع القانون الضخم المرتقب إقراره في الكونغرس يوم 4 يوليو، والموعد النهائي للرسوم الجمركية في 9 يوليو".