قطر تؤكد انخراطها في جهود التهدئة الإقليمية.. وتجدد التزامها بالوساطة في الملف النووي الإيراني وأزمة غزة

أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، مستشار رئيس مجلس الوزراء والمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، أن بلاده تلعب دورًا فاعلًا في الدفع نحو اتفاق أوسع بشأن البرنامج النووي الإيراني، في أعقاب التهدئة التي أعقبت التصعيد بين طهران وتل أبيب.

وقال الأنصاري إن دولة قطر تجري اتصالات يومية مع كافة الأطراف المعنية في هذا الملف، مشيرًا إلى أن التركيز الدولي بات منصبًا الآن على التوصل إلى اتفاق شامل بين إيران والولايات المتحدة.

وفي المقابل، أوضح أنه لا توجد حاليًا محادثات حول وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن دولة قطر تواصل، بالتنسيق مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، جهود الوساطة سعياً لاستئناف المفاوضات.

الأنصاري: استمرار الكارثة الإنسانية في غزة غير مقبول دوليا

ندد الأنصاري بالكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الوضع بلغ مستوى لا يمكن قبوله على المستوى الإنساني أو الدولي.

وقال إن أكثر من 500 شخص فقدوا حياتهم أثناء انتظار المساعدات، مؤكدًا أن هناك تقارير مقلقة تفيد بإصدار أوامر لإطلاق النار على مدنيين أثناء وقوفهم في طوابير الإغاثة.

وشدد على ضرورة الفصل الكامل بين القضايا الإنسانية والاعتبارات الأمنية، مطالبًا بالسماح الفوري وغير المشروط بإدخال المساعدات.

تعنت إسرائيلي يحول دون دخول المساعدات إلى غزة

أشار المتحدث باسم الخارجية القطرية إلى أن المساعدات الإنسانية القطرية، إلى جانب المساعدات الدولية، ما تزال متوقفة على مقربة من قطاع غزة، في مدينة العريش المصرية، بسبب التعنت الإسرائيلي المستمر.

وقال إن المنظومة الدولية القائمة على إيصال المساعدات جاهزة للعمل فورًا، بمجرد حصولها على الضوء الأخضر من الجانب الإسرائيلي.

مؤشرات إيجابية من واشنطن وتواصل الضغط لاستئناف مفاوضات غزة

أشاد الأنصاري بما وصفه بـ"اللغة الإيجابية المتجددة" من الإدارة الأمريكية بشأن جهود التهدئة في غزة، مؤكدًا أن واشنطن سبق أن ساعدت في الوصول إلى أطول هدنة خلال الحرب الجارية، وأسهمت في وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.

ورغم هذا التفاؤل، لفت إلى أن المفاوضات الحالية لم تصل إلى المستوى الذي وصلت إليه سابقًا، ولا توجد مؤشرات حقيقية حاليًا على قرب التوصل إلى اتفاق جديد.

اعتذار إيراني رسمي للدوحة بعد استهداف قاعدة العديد

أوضح الأنصاري أن الرئيس الإيراني قدم اعتذارًا رسميًا لدولة قطر قيادة وشعبًا، في اتصال هاتفي مع سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على خلفية الهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية.

وأكد الأنصاري أن الضمانة الأساسية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث تتمثل في منع التصعيد في المنطقة بأكملها.

الموقف الخليجي موحد.. وإشادة بدور قطر في التهدئة

ثمّن الأنصاري البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي الـ49 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي، والذي عُقد في الدوحة في اليوم التالي للهجوم الإيراني على قاعدة العديد، مشيرًا إلى أن الاجتماع أدان الهجوم بشكل واضح، وأشاد بالدور القطري في الوساطة وخفض التوتر.