سجل مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك مستويات قياسية جديدة اليوم الإثنين، مدعومين بتجدد التفاؤل بشأن الصفقات التجارية التي أبرمتها الولايات المتحدة مع شركائها الرئيسيين، إلى جانب رهانات المستثمرين على تخفيضات أعمق في أسعار الفائدة الأمريكية، ما عزز الزخم الإيجابي مع اقتراب نهاية الربع الحالي.
مؤشرات ستاندرد آند بورز وناسداك
ارتفعت مؤشرات ناسداك (.IXIC) وستاندرد آند بورز 500 (.SPX) وداو جونز الصناعي (.DJI) حتى الآن في هذا الربع بنسبة 17.5% و10.2% و4.6% على التوالي، مع استمرار حالة الترقب في الأسواق بشأن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تشهد تغيرات متسارعة وتؤثر على معنويات المستثمرين.
ورغم المكاسب الأخيرة، سجلت المؤشرات الثلاثة أضعف أداء نصف سنوي منذ عام 2022، حيث لا يزال الحذر يسيطر على بعض المستثمرين بفعل حالة عدم اليقين المرتبطة بالسياسات المالية والضريبية.
واستهل ستاندرد آند بورز 500 وناسداك تعاملات اليوم بتمديد موجة صعودهما القياسية التي بدأت الأسبوع الماضي، وسط تفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي وآمال خفض أسعار الفائدة، كما يترقب المستثمرون الموعد النهائي في 9 يوليو للتوصل إلى اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة لتجنب زيادة التعريفات الجمركية، فيما لمح ترامب إلى إمكانية تعديل هذا الموعد أو تقليصه.
وفي خطوة تهدئة جديدة، ألغت كندا ضريبة الخدمات الرقمية المقررة على شركات التكنولوجيا الأمريكية، قبل ساعات من دخولها حيز التنفيذ، بهدف تسريع المفاوضات التجارية مع واشنطن.
وقال دينيس ديك، المتداول في شركة تريبل دي للتجارة: «هناك عدة محركات للسوق حاليًا؛ فالمستثمرون متفائلون رغم بعض البيانات السلبية وتقارير الأرباح الضعيفة، مما يثبت أن المشترين ما زالوا يهيمنون على الاتجاه.»
البيانات الاقتصادية الأمريكية الرئيسية
تحولت الأنظار الآن إلى البيانات الاقتصادية الأمريكية الرئيسية المنتظرة هذا الأسبوع، والتي تشمل تقرير الرواتب غير الزراعية واستطلاع معهد إدارة الإمدادات حول قطاعي التصنيع والخدمات لشهر يونيو، إضافة إلى تصريحات مرتقبة لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وعدد من المسؤولين، وسط تكهنات بإمكانية استبدال باول بشخصية أكثر ميلاً لتيسير السياسة النقدية.
توقعات أسعار الفائدة الأمريكية
تدعم هذه التوقعات رهانات الأسواق على خفض الفائدة الأمريكية خلال العام الجاري، في ظل بيانات اقتصادية ضعيفة وضغوط سياسية متزايدة من ترامب، الذي أكد رغبته في تمرير مشروع قانون شامل لخفض الضرائب والإنفاق قبل عطلة عيد الاستقلال في الرابع من يوليو، رغم انقسامات داخل الحزب الجمهوري بشأن أثر المشروع المتوقع على الدين الوطني الذي يقترب من 36.2 تريليون دولار.
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 178.68 نقطة أو بنسبة 0.41% ليصل إلى 43,998.06 نقطة، وزاد ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 14.13 نقطة أو 0.23% إلى 6,187.20 نقطة، فيما صعد مؤشر ناسداك المركب 44.64 نقطة أو 0.22% ليبلغ 20,318.10 نقطة.
أسهم البنوك الأمريكية الكبرى
في قطاع البنوك، ارتفعت أسهم البنوك الأمريكية الكبرى بعدما اجتازت معظمها اختبارات الضغط السنوية التي يجريها الاحتياطي الفيدرالي، ما مهد الطريق لإعادة شراء أسهم وتوزيع أرباح بمليارات الدولارات، وزادت أسهم بنك أوف أمريكا بنسبة 0.8%، فيما ارتفعت أسهم جي بي مورجان تشيس بنسبة 1.5%، وأسهم ويلز فارجو بنحو 1.9%.
وحققت أسهم جونيبر نتووركس مكاسب قوية بنسبة 8.3% بعد التوصل إلى تسوية مع وزارة العدل الأمريكية بخصوص دعوى قضائية ضد هيوليت باكارد إنتربرايز، التي أعلنت عن استحواذ نقدي جديد على شركة معدات الشبكات مقابل 14 مليار دولار، لترتفع أسهمها بنسبة 9.6%.
كما قفزت أسهم أوراكل بنسبة 6.4% عقب إعلان الشركة أن اتفاقيتها السحابية الجديدة ستساهم بأكثر من 30 مليار دولار في الإيرادات السنوية اعتبارًا من السنة المالية 2028.
وأنهى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 جلسة أمس مسجلًا 25 مستوى مرتفعًا جديدًا خلال 52 أسبوعًا دون أي تراجعات، بينما سجل ناسداك المركب 61 مستوى مرتفعًا و37 مستوى منخفضًا جديدًا، مع تفوق الأسهم الرابحة على الخاسرة بنسبة 1.56 إلى 1 في بورصة نيويورك، وبنسبة 1.7 إلى 1 في بورصة ناسداك.