أكد الدكتور سيف الدين فرج، أستاذ التخطيط العمراني، أن الدولة المصرية نجحت في القضاء الكامل على المناطق السكنية شديدة الخطورة والعشوائيات غير الآمنة بعد ثورة 30 يونيو، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز غير مسبوق في تاريخ مصر.
وأوضح فرج، خلال تصريحات تلفزيونية، أن الدولة تبنت للمرة الأولى مدخلًا علميًا لتصنيف العشوائيات، وقسمتها إلى نوعين: مناطق تفتقر للسلامة الإنشائية وتشكل خطرًا على الأرواح، ومناطق غير مخططة. وأضاف أن من أبرز الأمثلة على هذا النجاح هو تطوير منطقة "تل العقارب" وتحويلها إلى "روضة السيدة" بمساكن آدمية متكاملة، أعيد فيها تسكين السكان الأصليين.
وأشار إلى أن فترة ما بعد ثورة يناير شهدت انفلاتًا أمنيًا استُغل في التوسع العشوائي بالبناء المخالف، وخاصة في محافظة الإسكندرية، حيث شُيّدت مبانٍ مخالفة بارتفاعات خطيرة خلال أشهر قليلة.
ولفت إلى أن الدولة استطاعت استعادة ثقة المواطن المصري من خلال توفير بدائل إنسانية، بين العودة للسكن في نفس المكان بعد التطوير أو الحصول على تعويض مادي مناسب. وقال: "لم تُقم خيمة واحدة لأي مصري بعد إزالة بيته".
وفيما يتعلق بارتفاع أسعار الإسكان، أوضح أن الزيادة السكانية الكبيرة تمثل تحديًا حقيقيًا، مؤكدًا أن الدولة تطرح مئات الآلاف من الوحدات السكنية سنويًا، خصوصًا للفئات محدودة الدخل، وتعمل على إنشاء مجتمعات عمرانية متكاملة تشمل السكن والخدمات والمرافق.
واختتم فرج حديثه مؤكدًا أن ما تحقق في ملف الإسكان يمثل "طفرة حقيقية" لم تشهدها مصر من قبل، مضيفًا: "لو لم تقم ثورة 30 يونيو، لكنا اليوم في أوضاع مماثلة لدول مجاورة تشهد عدم استقرار".