أكد الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا، أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على منشآت التخصيب في إيران لن يؤدي إلى تدمير شامل للقدرة النووية الإيرانية، مشيرًا إلى أن طهران تمتلك البنية التحتية والخبرة والمواد اللازمة لاستئناف برنامجها النووي في وقت قصير.
ما هو اليورانيوم؟
وفي توضيح مبسّط، شرح أبو شادي خلال مداخلة مع الإعلامي سيد علي ببرنامج "حضرة المواطن" عبر فضائية الحدث اليوم، أن اليورانيوم مادة طبيعية تُستخرج من المناجم وتُحوَّل إلى ما يُعرف بـ"الكعكة الصفراء"، ثم يُحوّل إلى غاز سداسي فلوريد اليورانيوم ليُخصّب لاحقًا. وأضاف أن اليورانيوم 235 هو النظير القابل للانشطار، والمستخدم في الطاقة النووية وأيضًا في تصنيع الأسلحة الذرية.
إيران تنتج 500 كجم من يورانيوم مخصب بنسبة 60%
كشف أبو شادي أن إيران أنتجت نحو 500 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو رقم ضخم، إذ يكفي لصناعة ما يصل إلى 10 قنابل نووية في حال قررت إيران الاتجاه إلى التسليح. كما تمتلك إيران حوالي 10 أطنان من اليورانيوم المخصب بنسب أقل تتراوح بين 2% و20%.
إسرائيل استغلت تقريرًا "مسيسًا" لتبرير الهجوم
وأوضح أبو شادي أن الضربة الإسرائيلية جاءت بعد تقرير مسيّس من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وُصف بأنه يحتوي على أخطاء ومعلومات غير دقيقة. وبناءً عليه، تم اتخاذ قرار في مجلس المحافظين بتحويل الملف إلى مجلس الأمن، وبعدها بـ12 ساعة فقط بدأت إسرائيل الهجوم، مستهدفة منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، وهي المواقع الأساسية لتخصيب اليورانيوم في إيران.
إيران نقلت المواد المخصبة.. والسيناريو أقرب لكوريا الشمالية
وأشار أبو شادي إلى أن إيران كانت تتوقع التصعيد ونقلت على الأرجح اليورانيوم عالي التخصيب إلى أماكن سرية قبل الضربة، مؤكدًا أنه من المستحيل أن تكون هذه الكمية لا تزال في مواقعها التي فُتشت سابقًا. وأضاف أن سيناريو المواجهة مع إيران يشبه كثيرًا ما حدث مع كوريا الشمالية أكثر من كونه تكرارًا لسيناريو العراق.
إيران قادرة على استئناف التخصيب خلال أسابيع
وفي ختام تصريحاته، شدد أبو شادي على أن إيران قادرة على إعادة تشغيل برنامجها النووي في مواقع بديلة خلال وقت قصير، حيث تمتلك 23,000 وحدة طرد مركزي، وعشرات المصانع القادرة على تصنيع المزيد، مشيرًا إلى أن استهداف منشآت بعينها لا يعني نهاية المشروع النووي الإيراني.