الكرملين: أوروبا ستقر عقوبات جديدة لكنها «سلاح ذو حدين»

أكد الكرملين اليوم أنه لا يشك في أن الاتحاد الأوروبي سيمضي قدمًا في إقرار حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا، إلا أنه شدد على أن هذه الخطوات ستنعكس سلبًا على الدول الأوروبية ذاتها، واصفًا العقوبات بأنها «سلاح ذو حدين».

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية، إن موسكو تتابع المناقشات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات المحتملة، لكنها لا ترى في هذه الإجراءات أمرًا مفاجئًا أو جديدًا. وأكد أن العقوبات الغربية لم تتمكن حتى الآن من تحقيق الأهداف التي فُرضت من أجلها، مشيرًا إلى أن روسيا استطاعت التكيف مع تلك القيود عبر تطوير صناعاتها المحلية وإعادة توجيه تجارتها نحو شركاء آخرين.

وأشار بيسكوف إلى أن استمرار أوروبا في سياسة العقوبات سيؤدي إلى تفاقم الأعباء الاقتصادية والاجتماعية على مواطني الدول الأوروبية، في ظل أزمة الطاقة وارتفاع معدلات التضخم التي تواجهها أوروبا بالفعل، معتبرًا أن هذه العقوبات غالبًا ما تعود بنتائج عكسية على الاقتصادات التي تفرضها.

وأضاف المتحدث باسم الكرملين أن روسيا لن تظل مكتوفة الأيدي إزاء أي إجراءات جديدة قد تتخذ ضدها، مؤكداً أن موسكو سترد بما يتناسب مع مصالحها الوطنية لضمان حماية اقتصادها واستقرارها الداخلي.

يأتي ذلك في الوقت الذي يناقش فيه الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات تشمل قطاعات حيوية في الاقتصاد الروسي، وذلك في إطار الإجراءات المستمرة للضغط على موسكو بسبب التطورات الجيوسياسية الأخيرة. وتتضمن الحزمة المحتملة قيودًا على صادرات التكنولوجيا وقطاع الطاقة وبعض الشخصيات والشركات الروسية.

ورغم العقوبات الغربية المستمرة، تمكن الاقتصاد الروسي من تسجيل مؤشرات نمو خلال الفترة الماضية، مدفوعًا بارتفاع أسعار الطاقة وإعادة توجيه صادراته نحو أسواق بديلة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، في الوقت الذي تعاني فيه بعض دول أوروبا من تباطؤ اقتصادي وتحديات متزايدة في قطاع الطاقة منذ بدء الأزمة الأوكرانية.

تأتي هذه التطورات بينما تؤكد موسكو أنها ستواصل الدفاع عن مصالحها رغم الضغوط الغربية، مشيرة إلى أن سياسة العقوبات لم تثنِها عن مواقفها السياسية، في حين يظل تأثير هذه العقوبات على الأسواق والطاقة في أوروبا محل نقاش واسع بين الخبراء والمحللين.

بوتين وزيلينسكي

فلاديمير بوتين - الرئيس الروسي