تايوان تطلق جيلًا جديدًا من الزوارق والطائرات المسيّرة لتعزيز دفاعاتها البحرية في ظل تصاعد التوتر مع الصين


السبت 28 يونية 2025 | 07:35 مساءً
وكالات

في إطار استراتيجيتها الرامية لتعزيز قدراتها الدفاعية بتقنيات منخفضة الكلفة وفعالة، كشفت تايوان عن تطوير جيل جديد من الزوارق والطائرات البحرية المسيّرة ذاتية التوجيه، في خطوة تُعد جزءاً من استعداداتها لمواجهة أي تهديدات محتملة من الصين.

وخلال معرض أقيم الأسبوع الماضي بمدينة "سواو"، استعرضت شركات تايوانية وأميركية مجموعة متقدمة من التقنيات الدفاعية، شملت زوارق ذاتية القيادة قادرة على الغوص، ومنصات تحكم ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوجيه أسراب من الزوارق والطائرات دون تدخل بشري، وفق ما أفادت به صحيفة "وول ستريت جورنال".

ومن بين أبرز المعروضات، جاء زورق "سي شارك 800" من شركة "ثندر تايغر"، الذي يتميز بسرعة تزيد عن 50 عقدة، ومدى تشغيلي يصل إلى 373 ميلاً بحرياً، فضلاً عن قدرته على حمل ما يصل إلى 3307 أرطال، إلى جانب تقنيات متقدمة لتحديد الأهداف والملاحة الذاتية.

كما قدمت شركة "لونغ تيه شيب بيلدنغ" زورق "بلاك تايد" الذي تصل سرعته إلى 43 عقدة، ويبلغ نطاق تشغيله 155 ميلاً بحرياً، بينما يبرز زورق "بليد أوف فريدم" من شركة "رو بف" كخيار مثالي لمهام الاستطلاع الساحلي نظراً لخفة وزنه ومداه القصير الذي لا يتجاوز 31 ميلاً.

ومن جهة أخرى، استعرضت شركة "كربون بايزد تكنولوجي" زورق "كربون فوييجِر 1" بنطاق تشغيلي يبلغ 75 ميلاً بحرياً وقدرة حمولة تصل إلى 176 رطلاً، مزوداً بأنظمة ملاحة متطورة عالية الدقة.

ورغم القدرات التقنية الواعدة، لا يزال القطاع يواجه تحديات تمويلية، إذ تُعد تكاليف الإنتاج مرتفعة في سوق محلية صغيرة نسبياً، ما دفع الحكومة التايوانية إلى تشجيع الصناعة عبر عقود تمويل مباشر وصفقات مشتريات عسكرية.

رئيس "معهد تشونغ شان الوطني للعلوم والتكنولوجيا" أكد استعداد الدولة لتوفير تمويل كبير في حال أثبتت هذه الأنظمة فعاليتها، مشدداً على أهمية الاستثمار الذكي في هذه التقنية لتعزيز الردع.

في السياق نفسه، وُقعت اتفاقية تعاون مع شركة "أوتيريون" الأميركية لتزويد تايوان بمنصة ذكاء اصطناعي قادرة على توجيه أسراب الطائرات والزوارق المسيرة، كما حصلت شركة "ثندر تايغر" على ترخيص لاستخدام المنصة في تصنيع طائرات انتحارية ضمن خطط لتزويد الجيش بكميات كبيرة.

ويرى خبراء في "مركز الأمن الأميركي الجديد" أن بنية تايوان الجغرافية، التي تحد من إمكانيات الإنزال البحري، قد تجعل من الزوارق والطائرات المسيّرة وسيلة فعالة لردع أي هجوم محتمل. إلا أن محللين تايوانيين يحذرون من الإفراط في التفاؤل، لافتين إلى أن تجربة أوكرانيا في البحر الأسود لا يمكن إسقاطها بالكامل على مضيق تايوان نظراً لاختلاف الظروف البحرية.

وفيما تمضي تايوان قدماً في تطوير قدراتها الدفاعية البحرية عبر الابتكار، تظل التحديات الكبرى في تحقيق التكامل بين الأنظمة المختلفة، وسط حذر الشركات الأجنبية من التورط في توترات جيوسياسية قد تثير غضب بكين.