أستاذ بجامعة عين شمس: مصر قفزت في جودة الطرق من المركز 118 إلى 18 عالميًا


السبت 28 يونية 2025 | 07:13 مساءً
شبكة الطرق
شبكة الطرق
محمد فهمي

أكد الدكتور حسن المهدي، أستاذ النقل والطرق بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، أن مصر شهدت منذ عام 2014 طفرة غير مسبوقة في قطاع النقل، وخاصة في شبكة الطرق، مشيرًا إلى أن ما تحقق يعكس رؤية تنموية شاملة تستهدف إعادة توزيع الكثافة السكانية، ودعم مشروعات التنمية الزراعية والصناعية والعمرانية.

وأوضح خلال مداخلة مع الإعلامية رانيا الشامي ببرنامج "تعمير" على قناة "ON"، أن الدولة أنشأت ما يقرب من 7500 كيلومتر من الطرق والمحاور الجديدة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل ورفع كفاءة أكثر من 8400 كيلومتر من الطرق القائمة، ما ساهم في توسعة الرقعة المعمورة في مصر من 6% إلى 14% من المساحة الكلية.

وأضاف أن هذه الشبكة لم تكن فقط لربط المدن، بل شكلت أساسًا لنجاح مشروعات كبرى مثل "الدلتا الجديدة"، و"توشكى"، و"العوينات"، مشددًا على أن الطرق "شرايين التنمية"، وأنه لا يمكن تحقيق نهضة عمرانية أو اقتصادية بدون بنية تحتية قوية.

وأشار المهدي إلى أن مصر تقدمت 100 مركز في مؤشر جودة الطرق بتقرير التنافسية العالمية، إذ ارتقت من المرتبة 118 إلى المرتبة 18 عالميًا، مؤكدًا أن هذه القفزة لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة لجهد هندسي واستثماري كبير.

وأوضح أن هذه التطورات ساهمت في تقليل الحوادث، وتوفير الوقود، وتحقيق جودة حياة أفضل للمواطنين، كما رفعت من القيمة الاستثمارية للأراضي والمناطق التي تخدمها الطرق الجديدة.

وفيما يخص السكك الحديدية، أشار إلى أن هذا المرفق كان يعاني قبل 2014 من انهيار شبه كامل، مع ديون تجاوزت 60 مليار جنيه، ووحدات تشغيل عمرها أكثر من 45 سنة. وأكد أنه تم إطلاق مشروع قومي شامل لتطويره، شمل: تحديث أنظمة الإشارات وتحويلها إلكترونيًا،  إنشاء كباري على المزلقانات لتقليل الاعتماد على العنصر البشري، رفع كفاءة الوحدات المتحركة من جرارات وعربات ركاب وبضائع.

كما كشف عن تنفيذ شبكة القطارات الكهربائية السريعة، التي تضم ثلاثة محاور رئيسية: الخط الأخضر: يربط العين السخنة بمطروح بطول 675 كم، الخط الأزرق: من القاهرة إلى أبو سمبل بطول 1160 كم، الخط الأحمر: يربط الغردقة وسفاجا بقنا بطول 220 كم.

وأكد أن هذه الشبكة الحديثة، إلى جانب تطوير القطارات القديمة، تعزز النقل الآمن والسريع، وتدعم المخطط الاستثماري والسياحي للدولة.

وأوضح المهدي أن قطاع النقل لا يهدف إلى الربح، بل إلى توفير خدمة مستدامة وتغطية تكاليف التشغيل والصيانة، مشيرًا إلى أهمية وعي المواطن بقيمة هذه الاستثمارات الضخمة التي تسهم في حياة يومية أفضل له.

واختتم بأن قطاع النقل يشغّل أكثر من 2.2 مليون مهندس وفني وعامل، إلى جانب الصناعات المغذية، مما يخلق رواجًا اقتصاديًا كبيرًا حتى في فترات الركود العالمي، ويؤكد أن المشروعات القومية كانت حائط الصد أمام تداعيات الأزمات الاقتصادية العالمية على مصر.