إنفيديا تزيح مايكروسوفت وتقترب من تحقيق 4 تريليونات دولار بقفزة تاريخية


بفضل الذكاء الاصطناعي.. إنفيديا تعود لعرش الشركات الأعلى قيمة في العالم

السبت 28 يونية 2025 | 06:40 مساءً
إنفيديا
إنفيديا
حسين أنسي

استعادت شركة إنفيديا، عملاق تصنيع الرقائق الإلكترونية، موقعها كأعلى شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، بعد صعود قوي في سهمها أوصل قيمتها إلى نحو 3.8 تريليون دولار، متجاوزة بذلك عملاق التكنولوجيا مايكروسوفت التي بلغت قيمتها السوقية 3.7 تريليون دولار.

هذا الإنجاز التاريخي يُقرّب إنفيديا من عتبة جديدة غير مسبوقة: أن تصبح أول شركة تصل قيمتها إلى 4 تريليونات دولار، في وقت لا يزال فيه الطلب على معالجات الذكاء الاصطناعي يتزايد بوتيرة غير مسبوقة.

ارتفاعات قياسية واستثمارات ضخمة

ارتفعت أسهم إنفيديا بنسبة 1.8% يوم الجمعة لتغلق عند مستوى قياسي جديد، ما يمثل زيادة بنسبة 67% مقارنةً بأدنى مستوياتها في أبريل الماضي. ويعكس هذا الأداء تفاؤلًا واسع النطاق بين المستثمرين بشأن استمرار الطلب القوي على معالجاتها المتقدمة، التي تُعد العمود الفقري للبنية التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي.

وكانت الشركة قد واجهت في وقت سابق هذا العام تحديات من ظهور برامج صينية مثل DeepSeek، التي أثارت مخاوف حول تباطؤ الإنفاق على تقنيات الذكاء الاصطناعي. لكن، وبدلاً من الانكماش، واصلت الشركات الكبرى ضخ استثمارات ضخمة في تقنيات الحوسبة، كان أبرزها: مايكروسوفت، أمازون، ميتا، وألفابت – والتي تمثل مجتمعة أكثر من 40% من إيرادات إنفيديا.

هدف طموح: 6 تريليونات دولار؟

يتوقع محللون أن الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي قد يصل إلى تريليوني دولار سنويًا بحلول 2028، وهو ما قد يدفع بأسهم إنفيديا إلى مستويات غير مسبوقة. وفي هذا السياق، رفع "أناندا بارواه" المحلل في "لوب كابيتال" السعر المستهدف لسهم إنفيديا من 175 دولارًا إلى 250 دولارًا، ما يُترجم إلى قيمة سوقية تقترب من 6 تريليونات دولار.

بارواه كتب في مذكرة بحثية: "إنفيديا لا تزال تحتكر تقنيات الذكاء الاصطناعي الحيوية، ولديها قوة تسعير عالية وهامش ربح استثنائي. ليس هناك ما يمنعها من التوسع أكثر."

مخاطر تلوح في الأفق

رغم هذه التوقعات المتفائلة، إلا أن هناك تحديات قد تهدد المسيرة الصاعدة للشركة. أبرزها اعتماد إنفيديا الكبير على شركة TSMC التايوانية في تصنيع رقائقها، ما يجعلها عرضة للتقلبات الجيوسياسية والتجارية، خاصة مع اقتراب انتهاء تعليق الرسوم الجمركية المفروضة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

كما تواجه الشركة منافسة متزايدة من بعض عملائها الكبار الذين يسعون لتطوير رقائقهم الخاصة لتقليل الاعتماد على إنفيديا وخفض التكاليف. 

وأكد "دان دافيدويتز" من شركة بولين كابيتال أن هذا التوجه قد يؤثر على مسار النمو المتوقع، خاصة إذا تراجع الإنفاق طويل الأجل.

لكن مؤيدي إنفيديا يردون بأن الشركة لا تزال في موقع استثنائي، إذ تُقدَّر نسبة السعر إلى الأرباح المستقبلية لديها بـ32 ضعفًا، مقارنة بـ22 ضعفًا فقط لمؤشر S&P 500، وهو ما يعكس ثقة المستثمرين في استمرار هيمنتها.

وفي وقت تستعد فيه الأسواق لتوسع أكبر في استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، يراهن المتفائلون على أن إنفيديا ليست فقط على طريق كسر حاجز 4 تريليونات دولار، بل ربما تقود العالم نحو عصر جديد من التكنولوجيا المتقدمة.