وول ستريت تتراجع بعد تصريحات مفاجئة من ترامب بشأن الموقف التجاري مع كندا

شهدت الأسواق الأمريكية تقلبات حادة في تداولات الجمعة، بعد أن بددت الأسهم مكاسبها القياسية في أعقاب تصريحات غير متوقعة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن العلاقات التجارية مع كندا.

 وجاء هذا التطور المفاجئ ليضعف موجة التفاؤل التي هيمنت على السوق في بداية الجلسة، حيث كانت المؤشرات الأمريكية تواصل صعودها مدفوعة بآمال التوصل إلى اتفاقيات تجارية جديدة مع شركاء رئيسيين، من بينها الصين.

وأنهى مؤشر S&P 500 الجلسة منخفضًا بنسبة 0.1% بعد أن سجل مستوى قياسيًا جديدًا في التعاملات المبكرة، بينما فقد مؤشر ناسداك 0.3% من قيمته رغم بلوغه قمة تاريخية جديدة في وقت سابق من اليوم. وفي المقابل، تمكن مؤشر داو جونز من الاحتفاظ بجزء من مكاسبه مسجلًا ارتفاعًا قدره 252 نقطة بدعم من أسهم الشركات الكبرى.

كانت الأسواق قد استهلت الجلسة على ارتفاع، مدعومة بتراجع المخاوف المتعلقة بالتضخم وصدور بيانات أرباح قوية للشركات، مما عزز الثقة لدى المستثمرين بأن الاقتصاد الأمريكي يواصل التعافي من الضغوط التي شهدها خلال أبريل. 

كما ساعدت البيانات الاقتصادية الإيجابية، ومن بينها تحسن مؤشر ثقة المستهلك وارتفاع طفيف في معدل التضخم الأساسي (PCE)، في الحفاظ على حالة الزخم التي تدفع الأسواق نحو الاستقرار.

إلا أن تصريحات ترامب حول إنهاء المحادثات التجارية مع كندا سرعان ما أربكت المستثمرين وأدت إلى موجة بيع محدودة، حيث تزايد القلق من عودة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وأحد أهم شركائها التجاريين، وهو ما قد ينعكس على حركة الصادرات والاستثمارات في الفترة المقبلة.

في سياق متصل، شهدت بعض الأسهم تحركات لافتة، حيث قفز سهم نايكي بنسبة 13% بعد إعلان الشركة عن أرباح فصلية قوية تجاوزت توقعات السوق، فيما ارتفع سهم أمازون بنسبة 0.5% عقب حصول الشركة على تصنيف ائتماني أعلى يعكس استقرارها المالي المستمر.

ورغم هذه التراجعات، يرى محللون أن الأسواق الأميركية ما تزال تحتفظ بقوة الدفع الإيجابية مع دخول موسم الإجازات الصيفية، مدعومة بمرونة إنفاق المستهلكين واستمرار الشركات في تحقيق أرباح تتجاوز التقديرات، ما قد يساعد في تهدئة المخاوف التي أثارتها تصريحات ترامب مؤخرًا.