قال أحمد بدر، مدير قسم تيسير ودعم المشاريع في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، إن أكبر تحدٍ يواجه تمويل مشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية يتمثل في نقص وجود مشاريع قابلة للتمويل، مشيرًا إلى أن هذا يتطلب وجود إطار مؤسسي وتنظيمي جذاب للمستثمرين.
وأضاف بدر في حديثه أن أكثر من 80% من استثمارات الطاقة المتجددة عالميًا تأتي من القطاع الخاص، وأن من أبرز العوائق هو اعتماد العديد من الأنظمة الحالية على تمويل مشاريع الغاز والبترول، وهو ما يشكل حاجزًا أمام جذب الاستثمارات للطاقة المتجددة، لأن المستثمرين يبحثون عن أنظمة مؤسساتية تسمح لهم باسترداد أموالهم بهوامش ربح مقبولة عالميًا.
وأشار إلى وجود تحديات تقنية أيضًا، خاصة في ما يتعلق بتوفر الطاقة على مدار الساعة، مؤكدًا على أهمية تطوير أنظمة تخزين الطاقة التي تسمح بتوفير الطاقة خصوصًا في الفترات المسائية، حيث تشكل الطاقة الشمسية نسبة تزيد على 80% من الاستثمارات في هذا القطاع.
وعن جهود الوكالة الدولية للطاقة المتجددة لتجاوز هذه العقبات، أوضح بدر أن الوكالة أطلقت قبل أكثر من ثلاث سنوات منصة "إيتاف" (Energy Transition Accelerator Financing Platform)، التي دخلت حيز التنفيذ خلال مؤتمر كوب 27 في مصر. وتضم المنصة 15 بنكًا دوليًا، من بينهم البنك الدولي والبنك الأوروبي للاستثمار وصندوق أبو ظبي، وشركة مصدر الإماراتية، بهدف دعم الدول النامية في تطوير مشاريع قابلة للتمويل.
وذكر أن المنصة تعمل على تقييم المشاريع المقدمة، حيث يتم اختيار مشروع واحد فقط من بين كل خمسين مشروعًا بناءً على جدواها وقدرتها على جذب التمويل. وتقدم المنصة دعمًا فنيًا وتنمية للخبرات لمساعدة الدول والحكومات على جذب القطاع الخاص للاستثمار.
وأشار إلى أن الهدف الأساسي من إنشاء المنصة كان جمع مليار دولار من المستثمرين، لكن المنصة وصلت حاليًا إلى أكثر من 4.15 مليار دولار لدعم الاستثمارات، ونجحت في تنفيذ مشاريع بطاقة تزيد عن 1000 ميجاوات حول العالم.
واستشهد بدر بأحد أهم المشاريع التي دعمتها المنصة وهو مشروع في أوزبكستان بقيادة شركة مصدر الإماراتية بالتعاون مع أربعة بنوك، ثلاثة منها ضمن منصة إيتاف، بالإضافة إلى دعم من البنية التحتية الصينية.
وختم بدر بأن هذه التمويلات تحتاج إلى وقت للتوسع، وأن الوكالة تعمل على تسريع وتيرة العمل لتسهيل الوصول إلى تمويل مستدام لمشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية.