ساويرس يرد على مزاعم باحثة إسرائيلية: فلسطين ليست "فنكوش".. والتاريخ موثق بالعملات وجوازات السفر والوثائق الرسمية


الخميس 26 يونية 2025 | 10:51 مساءً
نجيب ساويرس
نجيب ساويرس
محمد خليفة

اندلع سجال حاد بين رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس والباحثة الإسرائيلية المختصة بالشأن العربي، عيديت بار، عقب نشر الأخيرة مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، زعمت فيه أن اليهود لم يسرقوا أرض فلسطين، مدعية أن الأرض تعود إليهم تاريخيًا، وأن الدولة الفلسطينية مجرد وهم لا وجود له، على حد وصفها، معتبرة أنها لا تتعدى كونها "فنكوش"، في إشارة إلى الفيلم الشهير للفنان عادل إمام.

وادّعت عيديت بار في الفيديو أن فلسطين لم تكن يومًا دولة قائمة كي يتم سرقتها، قائلة: «مافيش حاجة اسمها دولة فلسطينية علشان نقول إنها اتسرقت. مين كان رئيسها؟ عملتها كانت إيه؟ لون جواز السفر بتاعها إيه؟ دا مجرد شعار اتاخترع في الستينيات، زي ماركة ملابس بس من غير ملابس، يعني زي الفنكوش في فيلم عادل إمام. وإحنا ما سرقناش الأرض، إحنا رجعنا لأرضنا».

ورد نجيب ساويرس على هذه الادعاءات عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، داعيًا المؤرخين العرب إلى إعداد رد علمي وموثق لكشف زيف ما طُرح، مشيرًا إلى أن هذه الرواية، رغم اشتمالها على بعض الوقائع، إلا أنها تتجاهل عمدًا حقائق تاريخية دامغة.

وكتب: «أرجو من المؤرخين العرب المرموقين إعداد رد موثق لا ينقضه أي عقل أو عادل، لأن وجهة النظر دي وإن احتوت على بعض الحقائق، إلا إنها تتجاهل حقائق تانية كتير! أنا بنفسي شفت عملة مكتوب عليها فلسطين، ومستند سفر باسم فلسطين».

وأعاد ساويرس نشر رد شامل من السفير مدحت القاضي، عضو الهيئة الاستشارية لتحليل السياسات الإيرانية AFAIP، وكبير مستشاري مركز القانون والعولمة بجامعة رينمين الصينية، وأول من افتتح سفارة مصر في تل أبيب عام 1980.

وقدّم القاضي في رده تفنيدًا تاريخيًا دقيقًا للادعاءات الإسرائيلية، مستندًا إلى وثائق وأدلة دامغة، وذلك على النحو التالي:

1- العملة الرسمية: كان الجنيه الفلسطيني هو العملة الرسمية المتداولة في فلسطين التاريخية وإمارة شرق الأردن بين عامي 1927 و1948، وهو مثبت بوثائق رسمية.

2- النص العبري على العملة: يحمل النص العبري على العملة الفلسطينية الحرفين الأولين من كلمتي "أرض إسرائيل"، وهو ما يكشف بوضوح عن التوجه الصهيوني الرامي لإثبات زيف ارتباطهم التاريخي بهذه الأرض.

3- أهداف الحركة الصهيونية: السفير القاضي أوضح أن الحركة الصهيونية منذ نشأتها وحتى الآن تسعى لإحلال مفهوم "أرض إسرائيل" محل فلسطين، وهو ما يتجلى بوضوح في كل ممارساتها السياسية والدعائية.

4- جواز السفر الفلسطيني: امتلك الفلسطينيون جوازات سفر رسمية صدرت عن سلطات الانتداب البريطاني بين عامي 1925 و1948، وكان أولها بجُلد بني اللون ظهر عام 1927 بعد مرسوم الجنسية الفلسطينية.

5- وثائق رسمية إسرائيلية: من أبرز الأدلة وجود وثائق سفر رسمية لشخصيات إسرائيلية بارزة – مثل شمعون بيريز – صادرة عن حكومة فلسطين، ولدينا صورة من هذه الوثيقة.

6- 351 وثيقة رسمية: أرّخت السجلات الرسمية وجود ما لا يقل عن 351 وثيقة صادرة عن حكومة فلسطين، تثبت وجود كيان إداري ووطن فعلي قبل نكبة عام 1948.

7- تنوع الوثائق: تشمل هذه الوثائق فواتير ضرائب، سجلات نفوس، جوازات سفر، عقود زواج، تصاريح تجارية، عقود إيجار وغيرها، وكلها تؤرخ لوجود مؤسسات فلسطينية قبل الاحتلال.

8- وثيقة ضريبة المواشي: ختم السفير رده بوثيقة دقيقة تُعد من أبسط الأدلة وأكثرها مباشرة، وهي إيصال ضريبة على المواشي صادر عن حكومة فلسطين عام 1927، قائلاً: "وإذا كان كل ما سبق لا يكفي، يكفيني هذا الإيصال".

وأكد القاضي أن التاريخ لا يُكتب بالدعاية أو بتشويه الحقائق، بل بالوثائق والأدلة التي لا يمكن إنكارها، داعيًا إلى ضرورة التصدي لمثل هذه الروايات الزائفة بحقائق دامغة تحفظ الذاكرة العربية وترد على محاولات طمس الهوية الفلسطينية.