في كلمة حازمة بمناسبة الذكرى الثمانين لتوقيع ميثاق الأمم المتحدة، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، اليوم الخميس، من التحديات غير المسبوقة التي تواجه الوثيقة التأسيسية للمنظمة الدولية، معتبرًا أن الميثاق يتعرض لهجوم لم يشهد مثله من قبل، وأن التعامل الانتقائي معه يُهدد أساس النظام الدولي.
الذكرى الثمانين لتوقيع ميثاق الأمم المتحدة
قال جوتيريش، أمام الجمعية العامة المكوّنة من 193 دولة: "نرى نمطًا مألوفًا للغاية: اتبع عندما يناسبك الميثاق، وتجاهل عندما لا يناسبك، وميثاق الأمم المتحدة ليس اختياريًا، إنه ليس قائمة طعام حسب الطلب، بل هو حجر الأساس للعلاقات الدولية".
ورغم التوافق الدولي الواسع على أهمية الميثاق، تتبادل الدول الكبرى والفاعلة اتهامات متكررة بانتهاكه دون أن تُواجه عواقب ملموسة، ففي السنوات الأخيرة، أدانت الجمعية العامة كلًا من روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، وإسرائيل بسبب عملياتها العسكرية في قطاع غزة، باعتبارهما خرقًا للميثاق.
كما اتهمت إيران، الولايات المتحدة، مؤخرًا، بانتهاك الميثاق بعد تنفيذ ضربات استهدفت منشآت نووية إيرانية، فيما بررت واشنطن تلك الضربات بأنها دفاع عن النفس وفقًا لما ينص عليه الميثاق ذاته.
موعد توقيع ميثاق الأمم المتحدة
يعود توقيع ميثاق الأمم المتحدة إلى 26 يونيو 1945، في مدينة سان فرانسيسكو، حيث أقرّته 50 دولة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ليصبح نافذًا بعد أربعة أشهر، وقد نصّ على أهداف طموحة من بينها إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب، وتعزيز كرامة الإنسان، والمساواة في الحقوق بين الشعوب والدول، بغض النظر عن حجمها.
وفي السياق ذاته، قال الدبلوماسي الأمريكي البارز، ماكوي بيت، إن الأمم المتحدة رغم ما قدمته من إنجازات طوال العقود الماضية، إلا أنها باتت تُعاني من قصور يحد من فاعليتها، محذرًا من أن المنظمة فقدت تركيزها على مهمتها التأسيسية".
وأضاف ماكوي بيت: "لا تزال الحروب مشتعلة في قارات عدة، ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة يجب أن تبقى في صلب هذه المؤسسة، ليس فقط كاتفاق لمستقبل أفضل، بل كدعوة دائمة للعمل".