قال الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية، إن الهجوم الإسرائيلي على إيران كان متوقعًا منذ فترة طويلة، خاصة مع التصريحات المتكررة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط.
وأشار هلال، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي سيد علي ببرنامج "حضرة المواطن" عبر فضائية "الحدث اليوم" إلى أن هذه الحرب تأتي في إطار استمرار المواجهات التي بدأت في لبنان وسوريا وفلسطين، مع محاولة إسرائيل القضاء على أي تهديد عسكري قد يضر بأمنها.
وأوضح هلال في حديثه، أنه منذ أكثر من عامين كان نتنياهو يتحدث عن ضرورة تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة، وأن إيران أصبحت تمثل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل، وبالتالي فإن الحرب مع إيران كانت حتمية في ظل هذه المعطيات. وأضاف هلال أن الهجوم الإسرائيلي على إيران كان بتنسيق مع الولايات المتحدة، حيث تم استغلال التفاوض الجاري مع إيران لإعطائها انطباعًا بأن إسرائيل لن تهاجمها في هذه المرحلة، ولكن إسرائيل ضربت بشكل مفاجئ يوم 13 يونيو.
في هذا السياق، أشار هلال إلى أن إيران كانت مدركة للضربة الأولية من إسرائيل، ولكنها استطاعت استيعاب الهجوم بشكل سريع، كما عينت قيادة جديدة للحرس الثوري وأظهرت قوتها العسكرية في الرد. لكنه أضاف أن التدخل الأمريكي كان نقطة فارقة في الصراع، حيث تغير الموقف الإيراني بشكل واضح بعد الهجوم الأمريكي على إيران.
وتابع هلال قائلاً إن القيادة الإيرانية اتخذت القرار بأنها لا تستطيع مواجهة الولايات المتحدة، وأنها بحاجة للوصول إلى اتفاق مع واشنطن، ولكن مع الحفاظ على "ماء الوجه" الإيراني دون التراجع أمام الضغوط. وأوضح هلال أن ما حدث في الساعات الأخيرة من إطلاق صواريخ من قبل إيران كان بمثابة "حفظ ماء الوجه"، حيث تم إطلاق 14 صاروخًا، ولكن الغالبية منها سقطت في البحر أو في مناطق غير مأهولة.
وأكد هلال أن الشعب الإيراني احتفل بالنصر، حيث تم تقديم الرواية الرسمية له بأن إيران لم تستسلم وأنها حققت نجاحًا كبيرًا في ردها على الهجمات الإسرائيلية. لكن في نفس الوقت كانت هناك مفاوضات غير مباشرة بين أمريكا وإيران، حيث عملت الولايات المتحدة على مساعدة إيران في الخروج من هذه الأزمة.
وفي ختام حديثه، أكد هلال أن الإدارة الأمريكية الحالية قد تصرفت بشكل دبلوماسي عاقل في هذه الأزمة، حيث كانت تحاول تجنب الفوضى في إيران وتأثيرها على منطقة الخليج والدول العربية، معتبراً أن هذا التصرف يحسب للإدارة الأمريكية، خاصة بعد العديد من الانتقادات التي وُجهت إليها في ملفات أخرى.