أكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، أن العلاقات الدولية اليوم تشهد تحولات كبيرة، مشيرًا إلى أننا نعيش في "فوضى استراتيجية" حيث لم تعد الأمور محكومة بالمعايير التقليدية أو القواعد الدبلوماسية المعروفة.
وقال العرابي، خلال مداخلة مع الإعلامي سيد علي ببرنامج "حضرة المواطن" عبر قناة الحدث اليوم، إن الرئيس الأمريكي والوزير الإسرائيلي هما من يقودان هذه التحولات من خلال خطاباتهما المستفزة، مؤكدًا أن العالم دخل في عصر جديد من الدبلوماسية.
الدبلوماسية المصرية: العقلانية في مواجهة التحديات
وأشاد العرابي بالدور الذي تلعبه مصر في هذه المرحلة الدقيقة، قائلًا إن مصر حافظت على تقاليدها السياسية وأدواتها الدبلوماسية الرفيعة، وتبنت مواقف متزنة من خلال بيان وزارة الخارجية، الذي كان واضحًا وحاسمًا في القضايا الدولية.
وأضاف: "مصر تسير في بحر متلاطم الأمواج بربان عظيم" معتبرًا أن القيادة المصرية تتمتع بحكمة كبيرة في التصدي للتحديات والمواقف الدولية.
ذكرى الرئيس السادات: الدبلوماسية فوق القوة العسكرية
وتطرق العرابي إلى مقارنة بين الوضع الراهن وموقف الرئيس الراحل أنور السادات، الذي أدرك بذكائه السياسي أن أمريكا تملك 99% من أوراق اللعبة في الشرق الأوسط. وقال العرابي إن السادات لم يحارب أمريكا، بل استخدم الدبلوماسية والدهاء العسكري لتحقيق أهدافه.
كما أشار إلى أن السادات كان قادرًا على تحقيق مكاسب سياسية كبيرة مع الحفاظ على مكانة مصر الإقليمية والعالمية.
إيران: قوة الردع وإثبات الوجود
وفيما يتعلق بالأزمة الحالية بين إيران وإسرائيل، أكد السفير العرابي أن إيران أثبتت قدرتها على الصمود في مواجهة الضغوط العسكرية والاقتصادية.
وقال: "إيران أظهرت أنها دولة قوية يمكنها الرد على العدوان، وقد حققت هزيمة معنوية كبيرة لإسرائيل"، مشيرًا إلى أن إسرائيل فقدت جزءًا من هيبتها العسكرية بعد أن أثبتت إيران قدرتها على استهداف أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية رغم منظومات الدفاع المتقدمة.
تحليل: من المنتصر ومن المهزوم؟
وفيما يخص تقييم الصراع في الشرق الأوسط، أشار العرابي إلى أن في العصر الحديث لا يوجد نصر مطلق أو هزيمة كاملة.
وقال إن أمريكا وإسرائيل قد حققتا بعض أهدافهما، لكن إيران أظهرت قدرتها على التحمل والرد، وهو ما منحها احترامًا عالميًا، بينما اعتبر أن الجانب الإسرائيلي عانى من هزيمة معنوية.