قال المهندس جمال عسكر، خبير صناعة السيارات، إن الصين تُسيطر على نحو 50% من احتياطي العالم من المعادن النادرة، والتي تُعد المكون الأساسي في صناعة السيارات الكهربائية، خاصةً البطاريات والمحركات.
وأوضح عسكر، في مداخلة مع قناة إكسترا نيوز، أن الصين تمتلك 430 مليون طن من هذه المعادن، وهو ما يعادل 23 ضعف ما تملكه الولايات المتحدة، في حين تعتمد أوروبا بشكل شبه كامل على واردات هذه المواد الحيوية من الصين، ما يجعلها في موقف بالغ الهشاشة أمام أي قرارات تصديرية أو قيود سياسية صينية.
وأشار إلى أن ألمانيا تحديدًا تضررت بشدة من أزمة سلاسل الإمداد، حيث أعلنت 57 ألف شركة إفلاسها، وهناك ما يقارب 26 ألف شركة أخرى في طريقها للإغلاق، مما يعكس حجم التحديات التي تواجهها أكبر اقتصاد صناعي في أوروبا.
وعن البدائل، أوضح عسكر أن لا حلول سريعة أمام الدول الغربية، فحتى الدول التي تمتلك بعض الاحتياطيات مثل اليابان، لا تملك القدرة الكافية لتلبية الطلب الصناعي المتزايد. كما أن بعض المعادن مثل "السماريوم"، الحيوي في الصناعات العسكرية، لا يُستخرج حاليًا إلا في الصين فقط.
وأكد أن الحل الوحيد أمام أوروبا هو الاستثمار في البحث العلمي وتطوير البدائل الصناعية، من خلال دعم المراكز التكنولوجية وتشجيع العقول المبتكرة على إيجاد مواد بديلة أو طرق تصنيعية لا تعتمد على المعادن النادرة بنفس الشكل.
وأضاف أن الصراع الاقتصادي المتصاعد بين الصين والولايات المتحدة ساهم في تعقيد المشهد، لاسيما بعد أن تجاوزت الشركات الصينية مثل BYD وXiaomi في مبيعاتها شركة تسلا الأمريكية، مما أثار حفيظة واشنطن.
واختتم بالتحذير من أن أي صدمة إضافية في سلاسل الإمداد العالمية قد تُهدد مستقبل صناعة السيارات الكهربائية في الغرب، ما لم يتم التحرك سريعًا نحو استقلال صناعي وتقني عن الصين.