صدمة في إسرائيل.. الهجمات الإيرانية تحوّل مدينة تل أبيب إلى منطقة أشباح


الاثنين 23 يونية 2025 | 04:47 مساءً
بدء الموجة العشرون من الهجمات الصاروخية الإيرانية على حيفا وتل أبيب
بدء الموجة العشرون من الهجمات الصاروخية الإيرانية على حيفا وتل أبيب
حسين أنسي

في مشهد غير مسبوق، شهدت مدينة تل أبيب خلال الأيام الأخيرة تحوّلًا دراماتيكيًا بفعل الضربات الإيرانية التي استهدفت العمق الإسرائيلي، لتتحول العاصمة الاقتصادية والثقافية إلى ما يشبه المدينة المهجورة، وسط موجة ذعر، شلل شبه تام في الحياة العامة، وتغطية إعلامية مشوشة.

هجمات مكثفة تقلب حياة المدينة رأسًا على عقب

وبحسب ما أوردته قنوات إسرائيلية مثل القناة 12 و13، فقد تعرضت تل أبيب لأكثر من ثماني موجات متتالية من الصواريخ والطائرات المسيّرة خلال 24 ساعة فقط، تسببت في شلل عام بالمدينة. 

وأشارت التقارير إلى أن المتاجر أغلقت أبوابها، الشوارع باتت خالية من المارة والسيارات، فيما امتلأت الملاجئ بالسكان في حالة من الترقب والرعب.

وصف أحد المسؤولين المحليين الوضع قائلًا: "الصور التي تأتينا من تل أبيب توثق مدينة خرجت من قلبها النابض، لم نرَ شيئًا مماثلًا حتى في أصعب الحروب مع غزة أو حزب الله"، مؤكدًا أن الأثر النفسي هذه المرة أكثر حدة وعمقًا.

دمار واسع وغياب الأمان

الإعلام العبري نقل أن القصف طال مناطق حيوية في محيط "رامات غان" و"غوش دان"، وأدى إلى تدمير ما لا يقل عن 9 مبانٍ بشكل كامل، إضافة إلى أضرار جسيمة لحقت بمنشآت البورصة، ومبنى سكني مكوّن من 32 طابقًا في شمال تل أبيب. 

كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من عدة مواقع نتيجة حرائق اندلعت جراء الضربات، وسط عجز واضح في احتواء الموقف ميدانيًا.

سقوط ضحايا ومئات الجرحى

وأكدت تقارير إعلامية متقاطعة سقوط ما بين 3 إلى 4 قتلى في تل أبيب وحدها، من بينهم امرأة توفيت متأثرة بجراحها داخل المدينة، وفق ما نقلته القناة 12. 

كما أشارت المستشفيات الرئيسية في تل أبيب وحيفا وسوراكا بإيلات إلى استقبال أكثر من 200 جريح، بعضهم في حالات حرجة. في الوقت نفسه، تحدثت مصادر غير رسمية عن وجود عشرات المفقودين تحت أنقاض المباني المنهارة.

بن غوريون يغلق أبوابه.. والإعلام تحت الرقابة

وفي خضم هذه التطورات، أعلنت سلطات الاحتلال عن إغلاق مطار بن غوريون الدولي لمدة تراوحت بين 3 إلى 4 أيام، مع تعليق حركة الطيران جزئيًا تحسبًا لأي تصعيد جديد. 

بالتزامن، فُرضت رقابة عسكرية صارمة على التغطية الإعلامية، شملت حظر التصوير الميداني دون تصاريح مسبقة، ما يعكس محاولة واضحة لاحتواء الانطباع العام المتصاعد بالذعر والانهيار.

ورغم هذه الرقابة، بدأت وسائل إعلام عبرية كبرى في نشر صور ومقاطع مصورة تظهر حجم الدمار، ما اعتبره مراقبون تحولًا في المزاج الداخلي يشي بهزة كبيرة في ثقة الشارع الإسرائيلي بمنظومة الحماية والدفاع.

لحظة مفصلية في الأمن الإسرائيلي

الهجوم الإيراني على تل أبيب لم يكن مجرد تصعيد عسكري تقليدي، بل لحظة مفصلية وضعت أسس الردع الإسرائيلي في موضع التساؤل، وفضحت هشاشة الجبهة الداخلية في التعامل مع هجوم واسع النطاق. المدينة التي طالما عُرفت بنمطها العصري والنشط، باتت اليوم ترمز لحالة من التراجع والقلق غير المسبوق.

وسط هذه التحولات، يُجمع مراقبون على أن إسرائيل قد تكون أمام إعادة تقييم شاملة لاستراتيجياتها الدفاعية، ليس فقط في مواجهة إيران، بل تجاه معادلات الأمن الإقليمي برمّتها.