محادثات أمريكية مع كوريا الجنوبية لاحتواء خلاف الرسوم الجمركية قبل 8 يوليو

في خطوة حاسمة تهدف إلى احتواء التوترات التجارية المتصاعدة، أعلنت وزارة التجارة في كوريا الجنوبية أن وفدًا من كبار المفاوضين سيتوجه يوم الأحد إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لعقد جولة جديدة من المشاورات الفنية مع نظرائهم الأميركيين، وذلك في إطار المساعي لتجنب فرض رسوم جمركية متبادلة بين البلدين.

ويرأس الوفد الكوري الجنوبي وزير التجارة يو هان كو، وتُعد هذه المشاورات الفنية الثالثة التي تُعقد بين الجانبين، ضمن سلسلة لقاءات مخصصة على مستوى مجموعات العمل الثنائية، وهي أول مفاوضات تُجرى في عهد الرئيس الكوري الجنوبي الجديد لي جاي ميونغ.

مهلة محددة ونقاشات حاسمة

تأتي هذه التحركات الدبلوماسية قبل انتهاء المهلة التي حددتها واشنطن في 8 يوليو المقبل، لتأجيل تطبيق رسوم جمركية جديدة متبادلة، ما يجعل الجولة الحالية من المشاورات ذات أهمية خاصة في تحديد مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين، ومآل الإجراءات الجمركية المحتملة.

ومن المنتظر أن يلتقي الوزير الكوري الجنوبي بعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين، وفي مقدمتهم جيميسون غرير، الممثل التجاري الأمريكي، حيث ستتناول النقاشات الإجراءات الجمركية وسبل تقليل آثارها على الصادرات والواردات بين البلدين، في ظل العلاقات الاقتصادية الوثيقة التي تربط واشنطن وسيول.

خلفية الخلافات التجارية

تعود جذور النزاع الحالي إلى التوجهات الحمائية التي تبناها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد توليه منصبه، إذ أعلن عن حزمة من الرسوم الجمركية الجديدة على واردات من دول عدة، شملت الاتحاد الأوروبي، ما أثار اضطرابات في الأسواق المالية وأسواق الأسهم العالمية.

وفي محاولة لاحتواء ردود الفعل، قررت الإدارة الأمريكية حينها تأجيل تنفيذ الرسوم لمدة 90 يومًا، تنتهي في 9 يوليو، بهدف إتاحة المجال للمفاوضات الثنائية. 

وتُعد الجولة الحالية في واشنطن بمثابة الفرصة الأخيرة لتوصل الطرفين إلى تفاهمات قد تحول دون الدخول في مواجهة تجارية مباشرة.

علاقات اقتصادية استراتيجية

يُذكر أن كوريا الجنوبية تُعد شريكًا اقتصاديًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في منطقة شرق آسيا، وتجمع البلدين اتفاقيات تجارية متعددة، من أبرزها اتفاقية التجارة الحرة بينهما (KORUS FTA)، وتعكس هذه الجولة من المشاورات الحرص المتبادل على الحفاظ على استقرار العلاقات الاقتصادية، وتفادي الإجراءات التي قد تُربك سلاسل التوريد أو تؤثر سلبًا على أسواق الاستثمار.

وتترقب الأوساط الاقتصادية والسياسية في البلدين مخرجات هذه المفاوضات، والتي قد ترسم ملامح جديدة في السياسات الجمركية الثنائية، وسط بيئة دولية تتسم بالتقلبات وتزايد التوترات التجارية.