إيران قادرة على إغلاق مضيق هرمز.. وواشنطن تستعد لأسوأ السيناريوهات


الخميس 19 يونية 2025 | 09:13 مساءً
إغلاق مضيق هرمز
إغلاق مضيق هرمز
محمد خليفة

كشف مسؤولين عسكريين أمريكيين، أن إيران ما تزال تحتفظ بقدرات بحرية كافية تُمكّنها من إغلاق مضيق هرمز، في وقت تُكثف فيه واشنطن استعداداتها لأسوأ السيناريوهات، بما يشمل حماية سفنها من أي حصار محتمل في الخليج العربي، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

إغلاق مضيق هرمز

حذر كبار القادة العسكريين من وجوب الاستعداد لاحتمال إقدام إيران على خطوة إغلاق المضيق، بعد أن لوّح مسؤولون إيرانيون بزرع ألغام بحرية في حال شاركت الولايات المتحدة في الضربات الإسرائيلية ضد طهران، وفق الصحيفة.

من جانبه، يواصل البنتاجون تقييم جميع الاحتمالات للرد الإيراني، في وقت لمح فيه الرئيس دونالد ترامب إلى إمكانية انخراط بلاده في النزاع، مع تأكيده أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد.

وأوضح مسؤولون في البنتاجون أن إسرائيل استهدفت مواقع عسكرية إيرانية، واغتالت قادة بارزين، ودمّرت عدداً من الصواريخ الباليستية، لكن طهران ما تزال تملك ترسانة صاروخية نشطة، مشيرين إلى أن الأهداف البحرية الإيرانية لم تكن ضمن قائمة الضربات الإسرائيلية، ما يعني احتفاظ إيران بقوة بحرية فعّالة، في حين يبلغ عدد القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة نحو 40 ألف جندي.

شريان النفط العالمي تحت التهديد

يُعد مضيق هرمز، البالغ طوله 90 ميلاً، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، إذ يمر عبره نحو ربع صادرات النفط العالمية، وتمتلك إيران مجموعة متنوعة من الألغام القادرة على إغلاق المضيق، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار الطاقة وإعاقة حركة الشحن البحري، كما يُنذر بعزل الكاسحات الأميركية داخل الخليج.

في هذا السياق، تدرس البحرية الأمريكية إعادة توزيع سفنها بالمنطقة لتقليل المخاطر المحتملة، وفق ما صرح به مسؤولان في وزارة الدفاع، وذلك في ظل تعهّد طهران بالرد بقوة في حال تعرّضت لهجوم مباشر من القوات الأمريكية، مما قد يفتح الباب أمام تصعيد واسع النطاق.

وسبق لإيران أن استخدمت الألغام في المضيق خلال حربها مع العراق عام 1988، حيث زرعت نحو 150 لغماً، وأدى أحدها إلى إصابة الفرقاطة الأميركية USS Samuel B. Roberts بأضرار جسيمة.

الإغلاق محتمل والرد مكلف

أكد الجنرال كيفن دونيجان، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، أن لدى إيران القدرة الكاملة على إغلاق المضيق عبر زرع الألغام، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تُجبر المجتمع الدولي على الضغط على إسرائيل لوقف حملتها العسكرية، مضيفًا أن مثل هذا التحرك سيستدعي على الأرجح ردًا أمريكيًا واسعًا، مما قد يزيد من تدهور الاقتصاد الإيراني.

ونوّه دونيجان إلى أن إغلاق المضيق سيضر أيضاً بطهران، إذ سيُعطّل صادراتها النفطية، خصوصًا إلى الصين، مضيفًا: "رغم ذلك، يبدو أن القيادة الإيرانية حاليًا تضع بقاء النظام في المقام الأول، وهو ما يوجّه قراراتها في هذا الظرف الحرج".

في المقابل، يرى محللون عسكريون أن الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة تشكل تهديداً أكبر للقواعد الأمريكية في المنطقة مقارنة بالألغام.

وأوضح دونيجان أن الطائرات المستخدمة ضد القوات الأميركية ستكون على الأرجح قصيرة المدى، بخلاف تلك الموجهة ضد إسرائيل، ما يعني أن هذه القدرات لا تزال بحوزة طهران، معربًا عن مخاوف من قيام "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني بشن عمليات تستهدف القوات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط.

تحذيرات ملاحية وإجراءات بحرية

وفي ظل هذه التهديدات، وجهت قوات غربية تحذيرات لسفن الشحن العابرة للمضيق بضرورة تجنب المياه الإقليمية الإيرانية، وتوقع الخبراء أن أي عملية تطهير للألغام البحرية قد تستغرق أسابيع وتُعرض البحّارة الأمريكيين لخطر مباشر، بحسب شهادات ضباط بحرية سابقين.

وتمتلك إيران أنواعاً عدة من الألغام البحرية، منها ألغام "ليمبت" التي تُثبت يدوياً على هيكل السفينة وتنفجر بآلية توقيت، وألغام تقليدية تنفجر عند التماس، إضافة إلى الألغام القاعية المتقدمة، والتي تُفجّر عبر حساسات صوتية ومغناطيسية عند مرور السفن فوقها.

وفي المقابل، تحتفظ البحرية الأمريكية بأربع كاسحات ألغام في الخليج، كل منها على متنها نحو 100 بحّار، وتتمركز في البحرين، وهي مجهّزة للتعامل مع هذه التهديدات تحت سطح البحر، كما تضم وحدة بحرية خاصة تُعرف بـ"قوة المهام 56"، يقودها ضباط متخصصون في تفكيك المتفجرات وتستخدم تقنيات متطورة تشمل مركبات تحت الماء ترصد الألغام عبر السونار.