إيران تناور تحت النار.. تحركات نفطية مدروسة لحماية الصادرات من التصعيد مع إسرائيل


الخميس 19 يونية 2025 | 06:01 مساءً
صادرات إيران من النفط
صادرات إيران من النفط
محمد شوشة

في خضم التصعيد العسكري مع الاحتلال الإسرائيلي، تبذل إيران جهودًا محسوبة للحفاظ على تدفق صادراتها النفطية التي تمثل شريانًا رئيسيًا لاقتصادها المتضرر من العقوبات، حسبما صرّحت شركات تتبع شحنات النفط لرويترز.

صادرات إيران من النفط

أكدت شركتا "كبلر" و"فورتكسا"، أن إيران تعتمد تكتيكات مرنة ومحدّثة للحفاظ على صادرات النفط الخام، عبر تحميل الناقلات بشكل متتالٍ بدلاً من تجميعها، إلى جانب إعادة تموضع الأسطول العائم للتخزين بالقرب من السواحل الصينية، في خطوة احترازية لتقليل تأثير أي اضطرابات ناجمة عن التصعيد الإقليمي.

وتشير بيانات "كبلر" إلى أن الصادرات الإيرانية بلغت 2.2 مليون برميل يوميًا هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى منذ خمسة أسابيع، رغم التوتر المتصاعد بعد الهجمات المتبادلة مع إسرائيل، التي استهدفت منشآت حيوية للطاقة في الجانبين، بما في ذلك مصفاة حيفا الإسرائيلية وحقل غاز جنوب بارس الإيراني.

ومع ذلك، فإن منشأة التصدير الاستراتيجية في جزيرة خرج – قلب عمليات تصدير النفط الخام الإيراني – ظلت بمنأى عن الاستهداف حتى الآن.

وقال همايون فلكشاي، رئيس تحليل النفط في "كبلر"، إن جميع عمليات التحميل تمت عبر الرصيف الشرقي، وهو الموقع الذي تعتبره شركة النفط الوطنية الإيرانية أكثر أمانًا مقارنة بالرصيف الغربي المفتوح على مياه الخليج.

تحركات تكتيكية للأسطول العائم

في المقابل، أفادت شركة "فورتكسا" أن إيران أعادت تموضع جزء من أسطولها العائم، المكون من 36 ناقلة تخزن ما يقارب 40 مليون برميل من النفط الخام، لتقترب أكثر من الصين، الوجهة الأهم للنفط الإيراني.

وأوضحت الشركة أن نحو 10 ناقلات تحمل حوالي 8 ملايين برميل ترابط الآن قبالة الساحل الصيني مباشرة، بعد أن كانت معظمها في منطقة سنغافورة، التي لا تزال تحتضن نحو 20 مليون برميل من الخام الإيراني.

وقالت إيما لي، كبيرة محللي السوق في "فورتكسا"، إن إيران تنقل براميلها شرقًا حتى دون أوامر بيع فورية، بهدف تمركز استراتيجي بالقرب من المشترين النهائيين، في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية.

مناورة تحت الضغط

أكدت وكالة الطاقة الدولية أن صادرات النفط الإيرانية بقيت مستقرة عند متوسط 1.7 مليون برميل يوميًا خلال العام الجاري، رغم تشديد العقوبات الأمريكية على المشترين الصينيين منذ مارس.

ويرى محللون أن إعادة تموضع المخزون العائم يعزز مرونة إيران في مواجهة أي انقطاع محتمل في التحميل قد يستمر لأسبوعين، ويمنحها فرصة للمناورة التجارية في سوق مضطرب.