الاتحاد الأوروبي يضغط في بكين لفك احتكار المعادن النادرة وسط تصاعد النزاع التجاري مع الصين


الخميس 19 يونية 2025 | 05:47 مساءً
المعادن النادرة
المعادن النادرة
محمد شوشة

يتجه الاتحاد الأوروبي إلى استخدام قمته المرتقبة مع الصين نهاية يوليو المقبل كورقة ضغط لتحسين الوصول إلى المعادن النادرة الحيوية، والتي تُعد من المواد الاستراتيجية لصناعات الطاقة المتجددة والدفاع والسيارات الكهربائية، بحسب ما أكدته أربعة مصادر مطلعة على خطط القمة.

المعادن النادرة على رأس أجندة الاتحاد الأوروبي

وفقًا للمصادر، فإن قادة الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، سيطرحون هذا الملف بقوة خلال اجتماعاتهم مع الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس مجلس الدولة لي تشيانج يومي 24 و25 يوليو في بكين، وفقًا لوكالة رويترز.

وتأتي هذه التحركات بينما تحتكر الصين حاليًا أكثر من 80% من إنتاج المعادن النادرة عالميًا، وقد زادت من قيودها التصديرية في الأشهر الأخيرة، ردًا على تعريفات جمركية فرضتها الولايات المتحدة بموجب قرارات إدارة الرئيس دونالد ترامب.

ويواجه الاتحاد الأوروبي صعوبات في الحصول على هذه المواد، رغم وعود صينية بتسهيل الإجراءات عبر ما سمّته "قناة خضراء" لتسريع تراخيص التصدير، إلا أن مصادر دبلوماسية في بروكسل أكدت أن أقل من نصف الطلبات الأوروبية تلقّت موافقات فعلية، فيما لا تزال عمليات التخليص الجمركي بطيئة رغم الحصول على التراخيص.

ساحة معركة تجارية متعددة الجبهات

تُعقّد القمة المرتقبة سلسلة من التوترات التجارية المتبادلة بين الجانبين، إذ فرض الاتحاد الأوروبي مؤخرًا رسومًا جمركية على السيارات الكهربائية الصينية بدعوى الدعم الحكومي غير العادل، وردّت بكين بإجراءات مضادة على براندي الاتحاد الأوروبي، إلى جانب فتح تحقيقات في واردات لحوم الخنزير وبعض منتجات الألبان الأوروبية.

وفي سياق متصل، ترى بروكسل أن الصين تستغل ورقة المعادن النادرة كورقة تفاوض قوية، وتؤخر تقديم أي تنازلات حتى اللحظات الأخيرة.

وبحسب مصدر أوروبي، فإن بكين تسعى للتمييز بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في تعاملها مع الشركاء التجاريين، إلا أن الواقع في الأنظمة التجارية الصينية لا يعكس هذا التمييز.

التوقيت الحرج بين واشنطن وبكين

تأتي القمة في وقت ضاغط سياسيًا واقتصاديًا، إذ يقترب الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة - 9 يوليو - للشركاء التجاريين لتفادي الرسوم الجمركية المرتفعة، ما يضع الاتحاد الأوروبي في موقف صعب، ويخشى الأوروبيون أن يُطلب منهم تشديد الموقف تجاه الصين كشرط للحصول على إعفاءات أمريكية، مما قد يُعرقل التقدم مع بكين.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الصين إلى استبدال الرسوم الجمركية الأوروبية على السيارات الكهربائية بالتزامات بأسعار دنيا وتنازلات أخرى، تؤكد بروكسل أن التقدم في المفاوضات لا يزال محدودًا.

وبينما كان من المقرر أن تستضيف بروكسل القمة هذا العام، قررت الصين استضافتها في بكين بعد أن أبلغت بأن الرئيس شي لن يسافر إلى أوروبا.

وبحسب مصادر في الاتحاد الأوروبي، فإن ذلك يُعد مؤشرًا على تراجع مستوى الانخراط السياسي، إذ لا يتوقع الأوروبيون تحقيق اختراقات كبيرة في القمة، رغم مرور 50 عامًا على إقامة العلاقات الرسمية بين الجانبين.