قوة الروبل تُجهض مكاسب النفط وتُعمّق أزمة الميزانية الروسية


الخميس 19 يونية 2025 | 04:59 مساءً
الروبل الروسي
الروبل الروسي
محمد خليفة

رغم الارتفاع الأخير في أسعار النفط العالمية، تجد روسيا نفسها غير قادرة على جني ثمار هذا الصعود، بسبب التأثير العكسي لقوة الروبل، التي تواصل تقليص العائدات الفعلية من صادرات الطاقة، وتضغط على قدرة الكرملين في تمويل ميزانيته المتضخمة.

أسعار النفط العالمية

قفز سعر خام الأورال الروسي، في 13 يونيو الجاري، إلى أكثر من 60 دولاراً للبرميل، بحسب بيانات "أرجوس ميديا"، ما يعوّض نحو 90% من خسائر الخام الروسي منذ بداية عام 2025، إلا أن الإيرادات المحققة بالعملة المحلية لم تواكب هذا التحسن؛ إذ لم تتجاوز 4957 روبلاً عن كل برميل مُصدر، وفق حسابات "بلومبرج" بناء على سعر الصرف الرسمي للبنك المركزي الروسي، ما يمثل تراجعاً بنسبة تقارب 30% عن مستويات مطلع العام.

وتبرز المفارقة عند مقارنة الوضع الروسي بدول مثل السعودية، التي ترتبط عملتها بالدولار الأمريكي، ما يمكّنها من الاستفادة الكاملة من ارتفاع الأسعار، أما روسيا، التي تُنفق الجزء الأكبر من ميزانيتها بالروبل، فتواجه صعوبة في تحويل عائدات النفط الدولارية إلى قوة شرائية محلية، بسبب قوة الروبل المتزايدة، وهو ما يقلل فعليًا من قدرة الحكومة على تمويل إنفاقها المرتفع، لا سيما في ظل كلفة الحرب المستمرة في أوكرانيا.

وتتوقع مصادر مالية روسية أن عجز الميزانية سيتجاوز هذا العام ثلاثة أضعاف التقديرات الأولية، وسط إنفاق متصاعد على العمليات العسكرية، وتلجأ موسكو جزئيًا إلى تقديم دعم مباشر لشركات النفط لتخفيف الضغط، لكن هذه المساعدات لا تعوض بالكامل تآكل الأرباح نتيجة سعر الصرف القوي.

الروبل يرتفع والضغط يتصاعد

بحسب البنك المركزي الروسي، ارتفع الروبل بنحو 23% ليصل إلى 78.72 مقابل الدولار الأمريكي، مدفوعًا بتفاؤل الأسواق حيال تغيّرات محتملة في السياسة الأميركية تجاه موسكو، إضافة إلى إبقاء البنك المركزي على أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة.

وأقر نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، بأن قوة الروبل تصعّب الأمور على منتجي النفط.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "روسنفت"، إيجور سيتشين، إن سياسة البنك المركزي لا تأخذ في الحسبان واقع شركات الطاقة، وتؤدي إلى تقليل قيمة النفط الروسي عند تقييمه بالروبل.

لا تراجع وشيك للروبل

يرجح محللون، عدم عودة الروبل إلى مستوياته المتدنية السابقة على المدى القريب.

وقالت شركة "فريدوم فاينانس جلوبال"، في مذكرة بحثية حديثة، إن أسعار الفائدة المرتفعة وارتفاع أسعار النفط يمنعان حدوث تراجع كبير للعملة الروسية، مشيرة إلى أن سعر الصرف قد يعود إلى نطاق 90-100 روبل للدولار فقط إذا شهدت أسعار السلع الأساسية تراجعاً جديداً، إلى جانب تسارع التضخم.