ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل طفيف، اليوم الأربعاء، بينما تراجعت أسعار النفط، في ظل استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي المرتبط بتصاعد التوتر في الشرق الأوسط، إلى جانب الترقب لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
أسعار النفط
رغم أن أسعار خام برنت بدأت التداولات بارتفاع، مدفوعة بالمخاوف من تأثير الحرب الجوية بين إسرائيل وإيران على إمدادات النفط العالمية، إلا أنها سرعان ما تراجعت بنسبة 1.52% إلى 75.31 دولارًا للبرميل، بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار فيها إلى رغبة إيران في التفاوض.
وحققت الأسهم الأمريكية بعض المكاسب، حيث صعد مؤشر داو جونز وستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.50% لكل منهما، بينما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.56%.
وقال كريس ماكسي، كبير استراتيجيي السوق لدى شركة "Wealthspire" في نيويورك، إن الجغرافيا السياسية تُعد مصدر القلق الأكبر في الوقت الراهن، مشيرًا إلى عوامل أخرى تُثقل كاهل الأسواق، من بينها الجدل السياسي حول مشروع قانون الضرائب الأمريكي، والغموض المحيط بمسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
وأوضح ماكسي: "بدأت حالة عدم اليقين منذ بداية العام، وتبدو مستمرة في التفاقم.. لا وضوح بشأن مصير الحزمة الضريبية، أو خطوات الفيدرالي المقبلة، أو حتى تطورات الشرق الأوسط"، مؤكدًا أن المستثمرين يحاولون التعامل مع هذه التحديات دون رؤية واضحة للمستقبل.
وعندما سُئل ترامب عمّا إذا كانت الولايات المتحدة تخطط لاستهداف إيران أو منشآتها النووية، اكتفى بالقول: "لا أحد يعرف ماذا سأفعل".
أسعار الفائدة الفيدرالية
في سياق متصل، يُتوقع أن يُبقي الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة دون تغيير ضمن النطاق 4.25% - 4.50%، وهو المستوى المعتمد منذ ديسمبر الماضي، كما يترقّب المستثمرون نشر المخطط النقطي الذي قد يسلّط الضوء على توجهات البنك المستقبلية، في ظل مؤشرات على هشاشة الاقتصاد الأمريكي.
وكشفت بيانات حديثة عن تراجع مبيعات التجزئة بنسبة 0.9% خلال مايو، وهو أكبر انخفاض منذ أربعة أشهر، في حين تواصل مؤشرات سوق العمل إظهار علامات ضعف.
وقال هارفي برادلي، الرئيس المشارك لقسم أسعار الفائدة العالمية في Insight Investment، إن الأسواق ستراقب بعناية توقعات الفيدرالي، مرجّحًا أن يظل البنك متريثًا قبل استئناف دورة الخفض، خاصة في ظل احتمال تصاعد التضخم نتيجة التوترات الجيوسياسية.
عوائد سندات الخزانة الأمريكية
في غضون ذلك، واصلت عوائد سندات الخزانة الأمريكية تراجعها، مع اتجاه المستثمرين نحو الأصول الآمنة، وسجّل العائد على السندات لأجل 10 سنوات انخفاضًا بمقدار 2.6 نقطة أساس إلى 4.365%، بينما تراجع العائد على السندات لأجل عامين، الأكثر حساسية تجاه سياسة الفيدرالي، بمقدار 1.1 نقطة أساس إلى 3.939%.