الإمارات تُحقق أعلى تصنيف تنافسي في تاريخها عالميًا

حققت دولة الإمارات إنجازًا تاريخيًا بتقدُّمها إلى المرتبة الخامسة عالميًا في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) لعام 2025، وهو أعلى تصنيف تحققه الدولة منذ بدء مشاركتها في المؤشر.

نهضة الإمارات

ويعكس هذا الإنجاز تحسناً واسع النطاق في مختلف أبعاد التنافسية، ويبرز جدوى الاستراتيجية المتوازنة التي تنتهجها الإمارات في تعزيز النمو المستدام والازدهار الاقتصادي.

كان أبرز التحسن في محور كفاءة الأعمال، الذي صعدت فيه الإمارات من المركز العاشر إلى الثالث عالميًا.

وحقق سوق العمل المرتبة الأولى عالمياً، مدعوماً بارتفاع تقييم فعالية برامج التدريب المهني من المركز 27 إلى السادس، وتحسّن مؤشر دافعية الموظفين ليصل إلى المركز 12 بمعدل 6.91 من 10.

ورغم هذه القفزات، شهدت مشاركة المرأة في سوق العمل تراجعاً طفيفاً من المركز 63 إلى 65، مع تسجيل نسبة مشاركة تبلغ 23.61 في المئة.

وتراجعت الإمارات في مؤشر الخوف من الفشل في ريادة الأعمال، إذ أشار 48.6 في المئة من المشاركين إلى أن الخوف يمنعهم من بدء مشاريع جديدة.

حافظت الإمارات على المرتبة الثانية عالمياً في الأداء الاقتصادي والرابعة في كفاءة الحكومة، ما يؤكد ديناميكية الاقتصاد وفعالية الحوكمة.

كما صعدت في محور الإنتاجية والكفاءة من المركز 13 إلى الرابع، مستفيدة من ثقة قوية في كبرى الشركات (المركز الخامس) والشركات الصغيرة والمتوسطة (المركز 16).

ورغم انخفاض معدل نمو الإنتاجية الحقيقي من المركز الرابع إلى الخامس، ظل قوياً بنسبة 4.67 في المئة.

وسجلت الدولة تحسناً في ممارسات الإدارة، حيث تقدمت في جودة التدقيق والمحاسبة من المركز 48 إلى 24، وفي كفاءة مجالس إدارة الشركات من المركز 31 إلى الثامن عالمياً.

رغم أن البنية التحتية لا تزال الأضعف نسبياً بين محاور التنافسية، فإنها تحسّنت من المركز 25 إلى 23، بفضل تقدم في البنية التحتية العلمية (28)، والصحية والبيئية (33)، والتعليم (22).

أما في الابتكار فبلغ الإنفاق على البحث والتطوير 1.19 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي (المركز 34)، بينما سجلت الدولة 323 براءة اختراع فقط (المركز 45)، وبلغ معدل طلبات براءات الاختراع 9.29 لكل 100 ألف نسمة.

رغم التقدم، تُواجه الإمارات تحديات في الاستدامة البيئية مع كثافة انبعاثات كربونية مرتفعة (394.15 طن لكل مليون دولار من الناتج، المركز 54)، وحصة متدنية من الطاقة المتجددة (0.9 في المئة، المركز 63).

أما على صعيد الدمج الاجتماعي، فتمثل نسبة تمثيل النساء في مجالس الإدارات (12 في المئة) إحدى أبرز النقاط القابلة للتحسين.

يؤكد تقدم الإمارات في التصنيف التنافسي لعام 2025 مكانتها كواحدة من أكثر الاقتصادات تنافسية في العالم.

ولضمان الاستمرارية، تحتاج الدولة إلى تعزيز جهودها في مجالات البحث العلمي، والتعليم، والابتكار، والتنمية المستدامة، بما يضمن أن يكون النمو المستقبلي أكثر شمولاً وتحفيزاً للإبداع وريادة الأعمال.

قال نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أمس الثلاثاء: أسسنا مركزاً للتنافسية قبل 16 عاماً، ووحدنا جهود أهم الجهات في الدولة في هذا الملف، مشيراً إلى أن الإمارات انتقلت بفضل هذه الجهود من المركز 28 عالمياً في 2009، إلى قائمة أفضل خمس دول عالمية في مجال التنافسية.

وأضاف: جاءت الدولة الأول عالمياً في غياب البيروقراطية والثاني عالمياً في القدرة على التكيف، والمركز الرابع عالمياً في كفاءة الحكومة إنجاز مستحق نتيجة عمل مستمر.

وتابع: اعتمدنا خلال الاجتماع نتائج وأعمال مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة برئاسة الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، ويواصل المجلس العمل على تنفيذ المشاريع وبناء شراكات وطنية لتطوير قرى الإمارات سياحياً وتنموياً واجتماعياً، وأسهمت جهوده في توفير فرص نوعية للأسر والكفاءات الشابة وأصحاب المشاريع الصغيرة.