البترول: تعديل نظام "اتفاقيات التعدين" لجذب الشركات العالمية


الاربعاء 18 يونية 2025 | 04:09 مساءً
المهندس كريم بدوي - وزير البترول الجديد
المهندس كريم بدوي - وزير البترول الجديد
أحمد سيد

قال المهندس كريم بدوى، وزير البترول، إن الوزارة تعمل على تعديل نظام اتفاقيات التعدين فى مصر؛ لتكون جاذبة لكبرى الشركات العالمية، وفق القانون الجديد الذى أقره مجلس النواب، بتعديل أحكام قانون الثروة المعدنية الصادر فى ٢٠١٤.

وأضاف وزير البترول، خلال لقاء، أمس، مع بعض كبار الصحفيين وخبراء فى الاقتصاد والبترول، أن القانون الجديد نص على تحويل الهيئة العامة للثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية تحت مسمى «الهيئة العامة للثروة المعدنية والصناعات التعدينية»، بهدف إحداث نقلة نوعية فى قطاع التعدين بغرض تنميته لأنه يسهم بنسبة ضئيلة فى الناتج القومى، وليكون هناك قيمة مضاعفة فى القطاع من خلال الصناعات التعدينية، وليس الاعتماد على الخام فقط، كما يحدث فى الوقت الحالى مع الذهب والفوسفات.

وحول الفرص فى قطاع التعدين، كشف الوزير لـ«المصرى اليوم» عن أن أحد الرؤساء التنفيذيين لإحدى الشركات العالمية العاملة فى قطاع التعدين، قال إن مصر يمكن أن يكون لديها أكثر من منجم سكرى للذهب، ونقل عنه قوله: «طبيعيا، يمكن أن يكون هناك فى مصر منجم سكرى واحد واثنين وثلاثة فى ظل ثراء السكرى بوصفه واحدًا من أهم المناجم فى العالم».

وأشار الوزير إلى أن الوزارة عقدت لقاءات خلال الفترة الماضية مع أكبر الشركات العالمية فى قطاع التعدين، للنظر فى تعديل الاتفاقيات فى مصر لتناسب السائد عالميًا فى هذا القطاع، ومنها «أنجلو جولد أشانتى» ثانى أكبر شركة فى الذهب عالميًا، وحدث تقدم فى هذا الإطار لتشجيع الاستثمار فى القطاع من خلال التعاون مع وزارات أخرى منها المالية والاستثمار، منوهًا بإجراء مسح للأراضى المصرية، لأن المسح المغناطيسى الأخير كان عام ١٩٨٤، إذ إنه لإحداث نقلة نوعية لابد من توافر المعلومات عما فى باطن الأرض، لنضع عليها الخطط لاستغلالها الاستغلال الأمثل.

وأضاف الوزير: «عقدنا اتفاقية مع (أنجلو جولد) فى السكرى لبدء أعمال استكشافية جديدة فى المنجم لتوسيعه، وهناك ٤ مقومات تمثل الشروط اللازمة لتعزيز مناخ التعدين، وهى الجيولوجيا، والبنية التحتية، والمصادر المستدامة للطاقة، وأخيرا البنية التشريعية الجاذبة للاستثمار، هذا نموذج قدمته دول متطورة جدا فى مجال التعدين، مثل أستراليا وكندا.

وبشكل عام، لقد واجه القطاع عاصفة مكتملة منها زيادة مستحقات شركاء الإنتاج، وتناقص الإنتاج المحلى، وارتفاع الاستهلاك، والفجوة بين المنتجات والتكلفة، لهذا ركزنا على سداد مستحقات الشركاء الدوليين فى الإنتاج، لكى نؤثر على باقى عناصر العاصفة، ونزيد الإنتاج ونغطى الاحتياجات وتدور العجلة من جديد فى الاستكشاف والإنتاج، فهناك ٥٧ شركة دولية تعمل معنا فى القطاع، انتظمنا معها فى دفع الفاتورة الشهرية لمستحقاتها، مع جدولة المديونية المستحقة، وتسير الأمور حاليا بشكل جيد».

ووجه الوزير الشكر للشركاء الدوليين على صبرهم وتفهمم، مشيرًا إلى دعم القيادة السياسية والاهتمام الدائم من الرئيس عبدالفتاح السيسى والحرص على لقاء رؤساء هذه الشركات، متابعًا: «بشأن الاستكشافات فى حقول غرب المتوسط، فقد نجحت إكسون موبيل فى الاستكشاف الأولى فى حقول غرب المتوسط (امتياز غرب الدلتا)، ووجدت اكتشافا تجاريا، ولم تتم تنميته حتى الآن، ولكن هناك اتفاقا للعمل مع شريك آخر لتنمية هذا الحقل، كما أن شركة (شيفرون) تستكمل الحفر فى نفس المنطقة وهناك مخزون من الزيت والغاز.. ونحن نسعى للوصول لنقطة الثبات فى إنتاجنا من الغاز حتى نسد الفجوة ونستوعب أى تأثير فيما يخص الإنتاج من الحقول القائمة مثل ظهر، مع استكمال استكشاف حقول أخرى».

ووفقًا لبيان أصدرته وزارة البترول، أمس، أكد وزير البترول أن استراتيجية الوزارة قامت على ٦ محاور رئيسية، فى مقدمتها زيادة جذب الاستثمار وتكثيف أنشطة الاستكشاف والإنتاج من خلال تقديم حوافز استثمارية لشركاء القطاع، والالتزام بسداد مستحقات الشركاء، بما أدى إلى تعزيز الثقة وعودة عجلة الاستكشاف والحفر والإنتاج للبترول والغاز، لتقليل الفاتورة الاستيرادية من خلال زيادة الإنتاج المحلى، فضلا عن الاهتمام باستخدام التكنولوجيا الحديثة والحلول الداعمة لزيادة الإنتاج.

واستعرض وزير البترول، خلال لقاء مع مجموعة من كبار كتاب الصحف ورؤساء تحرير الصحف وخبراء الاقتصاد والبترول، بمقر الوزارة من العاصمة الإدارية، استراتيجية عمل الوزارة خلال المرحلة الحالية، والمحاور الأساسية التى ترتكز عليها، مسلطاً الضوء على أبرز المستجدات فى قطاع البترول والغاز والتعدين والتحديات الكبيرة التى واجهته نتيجة المتغيرات والظروف الاقتصادية العالمية، والإجراءات والحلول التى اتخذتها الوزارة لمواجهة هذه التحديات وتخفيف تداعياتها فى إطار نهج من العمل التكاملى مع وزارات الحكومة والبرلمان وشركاء الاستثمار.

وأشاد الوزير بالدور الحيوى والكبير للإعلام المصرى فى رفع الوعى بقضايا الطاقة وتحدياتها وتوصيل الحقائق والمعلومات السليمة، خاصة فى أوقات التحديات، وإبراز حجم الجهد الحقيقى والمبذول من العاملين فى مواقع الإنتاج بما يعكس الصورة الحقيقية للقطاع.

وشهد اللقاء حوارا متبادلا بين الوزير وكبار الكتاب الصحفيين والخبراء، والذين قدموا رؤاهم ومقترحاتهم لتعظيم الاستفادة مما يقدمه هذا القطاع الحيوى على صعيد إنتاج البترول والغاز والثروات المعدنية ومجهودات العاملين فيه، كما رد الوزير على جميع التساؤلات بشأن التحديات التى يواجهها القطاع والحلول المتخذة، وتم التأكيد على أهمية إلقاء الضوء على مجهودات العاملين بمواقع إنتاج قطاع البترول والغاز والثروة المعدنية وإبرازها للمواطنين.

ووجّه كبار الكتاب والخبراء الشكر والتقدير للوزير على هذا اللقاء وتوضيحه لجميع الجوانب التى تخص صناعة البترول والغاز والتعدين، والتفاعل الإيجابى مع مقترحاتهم واستفساراتهم.

ووفقًا للبيان الصحفى الصادر عن الوزارة، ضم اللقاء مجموعة من كبار كتّاب الصحافة ورؤساء التحرير، عبدالمحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام سابقا، وحمدى رزق، رئيس تحرير مجلة المصور سابقا، وعماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة الشروق، وعلاء الغطريفى، رئيس تحرير صحيفة «المصرى اليوم»، والدكتور أحمد مختار، وكيل الهيئة الوطنية للصحافة سابقا، رئيس شركة الأهرام للاستثمار بمؤسسة الأهرام، وأحمد صابرين، الكاتب الصحفى بصحيفة الأهرام، ومن الخبراء الدكتور مدحت نافع، أستاذ الاقتصاد وعضو اللجنة الاستشارية لرئيس مجلس الوزراء، رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية سابقا، والدكتور رمضان أبوالعلا، أستاذ هندسة البترول والطاقة بجامعة فاروس بالإسكندرية، والدكتور جمال القليوبى، أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية.

حضر اللقاء، المهندس إيهاب رجائى، وكيل أول الوزارة للإنتاج، والمهندس معتز عاطف، وكيل الوزارة لمكتب الوزير والمكتب الفنى والمتحدث الرسمى، والدكتور سمير رسلان، وكيل الوزارة للاتفاقيات والاستكشاف، والمهندس صلاح عبدالكريم، الرئيس التنفيذى لهيئة البترول، والمهندس إبراهيم مكى، رئيس الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، والمهندس أشرف بهاء الدين، رئيس شركة جنوب الوادى المصرية القابضة للبترول، والجيولوجى ياسر رمضان، رئيس هيئة الثروة المعدنية والصناعات التعدينية.